في أمثال هذين القولين
من جماعة أجلة[2] من شيعة أمير
المؤمنين ع يطول بشرحها الكتاب فهم تلائم معاني كلامهم في ذلك ظواهر فعالهم و
المعلوم من قصودهم و هذا ما لا مرية فيه بين العلماء و إنما يشتبه الأمر فيه على
الجهلاء الذين لم يسمعوا الأخبار و لا عثروا[3]
بتأمل الآثار.
و كذلك الأمر محيط بأن
ظاهر عائشة و طلحة و الزبير و كثير ممن كان في حيزهم التدين بقتال أمير المؤمنين ع
و أنصاره و القربة إلى الله سبحانه و تعالى باستفراغ الجهد فيه و أنهم كانوا
يريدون على ما زعموا وجه الله و الطلب بدم الخليفة المظلوم عندهم المقتول بغير حق
و أنهم لا يسعهم فيما أضمروه من[4] اعتقادهم إلا
الذي فعلوه فوضح من ذلك أن كلا من الفريقين[5]
يصوب رأيه فيما فعل و يخطئ صاحبه فيما صنع و يشهد لنفسه بالنجاة و يشهد على صاحبه
بالضلال و الهلاك.
إلا أن أمير المؤمنين ع
صرح بالحكم على محاربيه و وسمهم بالغدر و النكث و أخبر أن النبي ص أمره بقتالهم و
فرض عليه جهادهم[6]
[1]- وقعة صفّين ص 215 و 216، و شرح نهج البلاغة ج
4 ص 31، و بحار الأنوار ج 32 ص 325.
[6]- المقالات و الفرق ص 11، و فرق الشيعة ص 14، و
المستدرك ج 3 ص 139، و الإفصاح ص 135، و المغني ج 20 ق 2 ص 74، و تاريخ بغداد ج 13
ص 187، و الاستيعاب ج 3 ص 53، و مناقب الخوارزمي ص 176، و ترجمة الإمام علي ج 3 ص
205، و أسد الغابة ج 4 ص 33، و كفاية الطالب ص 168، و ذخائر العقبى ص 110، و مجمع
الزوائد ج 5 ص 186، و المطالب العالية ج 4 ص 297، و تطهير الجنان ص 53، و إحقاق
الحقّ ج 6 ص 59- 78.
اسم الکتاب : الجمل و النصرة لسيد العترة في حرب البصرة المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 50