الْجَمَلِ وَ نَظَرْتُ إِلَى الْأَزْدِ وَ قَدْ قُطِعَتْ أَقْدَامُهُمْ مِنَ الْعَرَاقِيبِ[1] وَ أَسْفَلَ مِنْهَا قَالَ وَ لَمَّا قُتِلَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ تَقَدَّمَ غُلَامٌ مِنَ الْحُدَّانِ[2] يُقَالُ لَهُ وَائِلُ بْنُ عُمَرَ وَ هُوَ يَبْكِي وَ يَقُولُ
يَا رَبِّ فَارْحَمْ سَيِّدَ القَبَائِلِ
كَعْبَ بْنَ سُورٍ غُرَّةَ الْقَنَابِلِ[3]
وَ خَيْرَ حَافٍ مِنْهُمُ وَ نَاعِلٍ
وَ خَيْرَ مَقْتُولٍ وَ خَيْرَ قَاتِلٍ
يَا كَعْبُ فَلْتُبْشِرْ بِخَيْرٍ كَامِلٍ[4]
بِنَصْرِكَ الْحَقَّ وَ تَرْكِ الْبَاطِلِ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَاشِمٍ وَ هُوَ يَقُولُ
لَا رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ سُورٍ إِذْ مَضَى
وَ لَا تَوَلَّاهُ بِعَفْوٍ وَ رِضًى[5]
فَقَدْ قَضَى بِالْجَوْرِ فِيمَا قَدْ قَضَى
وَ دَانَ بِالْكُفْرِ وَ لَمْ يَعْصِ الْهَوَى
وَ اتَّبَعَ الضَّلَالَ مِنْ أَهْلِ الْعَمَى
فَصَارَ بِالْفِتْنَةِ مَعَ مَنْ قَدْ هَوَى.
ثُمَّ ضَرَبَ وَائِلَ بْنَ عُمَرَ فَقَتَلَهُ وَ بَرَزَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُشَيْرٍ يُقَالُ لَهُ خَيْثَمَةُ[6] بْنُ الْأَسْوَدِ وَ هُوَ يَقُولُ
نَحْنُ صِحَابُ الْجَمَلِ الْمُكَرَّمِ
وَ مَانِعُو هَوْدَجِهِ الْمُعَظَّمِ
وَ نَاصِرُو زَوْجِ النَّبِيِّ الْأَكْرَمِ
ذَلِكَ دِينُ اللَّهِ فِينَا الْأَقْدَمُ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ ع يُقَالُ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الرَّبَعِيُّ وَ هُوَ يَقُولُ
نَحْنُ مُطِيعُونَ جَمِيعاً لِعَلِيٍ
إِذْ أَنْتَ سَاعٍ فِي الْفَسَادِ يَا شَقِيُ
[1]- «العرقوب من الإنسان: وتر غليظ فوق عقبه، جمعه: عراقيب» المعجم الوجيز ص 415 (عرقب).
[2]- «حدّان، بالضم: إحدى محالّ البصرة القديمة يقال لها: بنو حدّان، سمّيت باسم قبيلة» معجم البلدان ج 2 ص 227.
[3]- «القنبلة و القنبل: طائفة من الناس و الجمع القنابل» لسان العرب ج 11 ص 569- 570 (قنبل).
[4]- ق، ط: أبشر بخير يا كعيب كامل.
[5]- هذا المصراع ساقط من م.
[6]- ق: جثيمة؛ ط: حنتمة.