بشر العامري و حذيفة
وَ فِيمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْجَمَلِ وَ قَطْعِ أَيْدِي الْآخِذِينَ بِخِطَامِهِ وَ جَذِّ أَقْدَامِهِمْ مَا رَوَاهُ مُسْلِمَةُ[1] بْنُ عُمَارَةَ قَالَ حَدَّثَنِي بِشْرٌ الْعَامِرِيُّ أَقْبَلْتُ مِنْ نَحْوِ الْمَدِينَةِ أُرِيدُ الْكُوفَةَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ فَلَقِيتُ عِلْجاً[2] قَدْ جَعَلَ عَلَى وَجْهِ حِمَارِهِ وَرَقَةً فِيهَا قُرْآنٌ فَأَعْظَمْتُ ذَلِكَ وَ أَخَذْتُ الْعِلْجَ وَ شَتَمْتُهُ فَقَالَ مَا تُرِيدُ مِنِّي قُلْتُ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ وَيْلَكَ تجعل[3] (تَحْمِلُ) عَلَى وَجْهِ حِمَارِكَ وَرَقَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ وَيْحَكَ إِنَّ هَذَا وَ مِثْلَهُ مَطْرُوحٌ عَلَى الْكَنَاسَاتِ وَ الْحُشُوشِ[4] عِنْدَنَا إِنَّ كُتُبَ صَاحِبِكُمْ صَارَتْ[5] تُمَزَّقُ وَ تُلْقَى فِي الْحُشُوشِ قَالَ فَلَقِيتُ حُذَيْفَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ قَدْ فَعَلُوا ذَلِكَ كَأَنِّي بِهِمْ وَ قَدْ سَارُوا بِهَا وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً وَ الْأَزْدُ وَ ضَبَّةُ قَدْ حَفُّوا بِهَا[6] جَذَّ اللَّهُ أَقْدَامَهُمْ قَالَ فَحَضَرْتُ[7] الْوَقْعَةَ بِالْبَصْرَةِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْأَزْدِ[8] وَ ضَبَّةَ وَ تَمِيمٍ حَوْلَ
[1]- ط: مسلم.
[2]-« العلج: الرجل من كفّار العجم و القويّ الضخم منهم» تاج العروس ج 6 ص 108( علج).
[3]- ط: تحمل.
[4]-« الكناسة: القمامة و موضع إلقائها» المعجم الوسيط ج 2 ص 800( كنس)، و« الحشّ: المتوضّأ؛ سمّي بذلك لأنّهم كانوا يذهبون عند قضاء الحاجة إلى البساتين، و قيل: إلى النخل المجتمع» لسان العرب ج 6 ص 286( حشش).
[5]- ق، ط.:- صارت.
[6]- ق: حضروها؛ ط: حضروهما.
[7]- ط: فأتيت.
[8]- ق، ط:- الأزد.