المبارزات
وَ تَقَدَّمَ عَمَّارٌ وَ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ مُصْلِتَيْنِ سُيُوفَهُمَا نَحْوَ الْقَوْمِ وَ نَادَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ «يَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ إِنْ صُرِعَتْ عَائِشَةُ فَوَارِهَا[1] وَ تَوَلَّ أَمْرَهَا» فَتَضَعْضَعَ[2] الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ وَ اضْطَرَبُوا وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَاقِفٌ فِي مَوْضِعِهِ ثُمَّ تَرَاجَعُوا بَعْدَ تَضَعْضُعِهِمْ وَ رَجَعَتْ إِلَيْهِمْ نُفُوسُهُمْ وَ نَادَوُا الْبِرَازَ فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍ[3] أَمَامَ الْجَمَلِ وَ بِيَدِهِ سَيْفٌ وَ هُوَ يَقُولُ
أَضْرِبُهُمْ[4] وَ لَوْ أَرَى عَلِيّاً
عَمَمْتُهُ أَبْيَضَ مَشْرَفِيّاً
أُرِيحُ مِنْهُ قَوْمَنَا عَدِيّاً[5].
فَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يُقَالُ لَهُ أُمَيَّةُ الْعَبْدِيُّ وَ هُوَ يَقُولُ
هَذَا عَلَيٌّ وَ الْهُدَى سَبِيلُهُ
وَ الرُّشْدُ فِيهِ وَ التُّقَى[6] دَلِيلُهُ
مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَبِنْ[7] خَلِيلُهُ.
[1]- ق: فدارها، خ ل: فوارها؛ م: خ ل: فدارها.
[2]-« تضعضع الرجل: إذا ضعف و خفّ جسمه من مرض أو حزن. و تضعضع: إذا ذلّ» جمهرة اللغة ج 1 ص 211( ضعضع).
[3]- في مناقب الخوارزمي ص 187 اسم هذا الرجل« عبد اللّه بن يبري» و في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 264« يعرف بخيّاب بن عمرو الراسبي».
[4]- ق، ط: أضربكم.
[5]- مناقب الخوارزمي ص 187، و مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 156، و شرح نهج البلاغة ج 1 ص 264، و كشف الغمّة ج 1 ص 242.
[6]- م: و الإيمان ذا.
[7]- ق، ط: يكن.