خطبة الحسن ع
1، 2 فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ لِوَلَدِهِ الْحَسَنِ ع قُمْ يَا بُنَيَّ فَاخْطُبْ فَقَامَ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ قَالَ «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ بَلَغَنَا مَقَالَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَ قَدْ كَانَ وَ اللَّهِ أَبُوهُ[1] يَتَجَنَّى[2] عَلَى عُثْمَانَ الذُّنُوبَ وَ قَدْ ضَيَّقَ عَلَيْهِ الْبِلَادَ حَتَّى قُتِلَ وَ إِنَّ طَلْحَةَ رَاكِزٌ[3] رَايَتَهُ عَلَى بَيْتِ مَالِهِ وَ هُوَ حَيٌّ وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّ عَلِيّاً ابْتَزَّ النَّاسَ أُمُورَهُمْ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ حُجَّةً لِأَبِيهِ زَعَمَ أَنَّهُ بَايَعَهُ بِيَدِهِ وَ لَمْ يُبَايِعْهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْبَيْعَةِ وَ ادَّعَى الْوَلِيجَةَ[4] فَلْيَأْتِ عَلَى مَا ادَّعَاهُ بِبُرْهَانٍ وَ أَنَّى لَهُ ذَلِكَ وَ أَمَّا تَعَجُّبُهُ مِنْ تَوَرُّدِ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى[5] أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَمَا عَجَبُهُ مِنْ أَهْلِ حَقٍّ تَوَرَّدُوا عَلَى[6] أَهْلِ بَاطِلٍ وَ لَعَمْرِي وَ اللَّهِ لَيَعْلَمَنَّ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَمِيعَادُ مَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ يَوْمَ نُحَاكِمُهُمْ إِلَى اللَّهِ فَيَقْضِي اللَّهُ بِالْحَقِ وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ فَلَمَّا فَرَغَ الْحَسَنُ ع مِنْ كَلَامِهِ قَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عُمَرُ بْنُ مَحْمُودٍ[7]
[1]- ق، ط:- أبوه.
[2]-« تجنّى فلان على فلان ذنبا: إذا تقوّله عليه و هو بريء» لسان العرب ج 14 ص 154( جني).
[3]-« ركز الرمح يركزه: غرزه في الأرض منتصبا، و كذا غير الرمح» تاج العروس ج 15 ص 158( ركز).
و الظاهر أنّه لم يستعمل من باب المفاعلة.
[4]-« في حديث عليّ: أقرّ بالبيعة و ادّعى الوليجة، وليجة الرجل: بطانته و دخلاؤه و خاصّته» النهاية ج 5 ص 224( ولج).
[5]- م:- على.
[6]- م:- على.
[7]- في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 146 هو عمرو بن أحيحة.