فصل إرجاع عثمان طريد رسول الله ص إلى المدينة
وَ لَمَّا رَدَّ عُثْمَانُ طَرِيدَ رَسُولِ اللَّهِ ص الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ[1] وَ كَانَ قَدْ نَفَاهُ عَنِ الْمَدِينَةِ إِلَى الطَّائِفِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ ص حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَذَاهُ أَنَّهُ كَانَ يَتَسَلَّقُ[2] عَلَى حَائِطِ بَيْتِهِ لِيَرَاهُ مَعَ أَزْوَاجِهِ فَبَصُرَ بِهِ ص وَ هُوَ مُتَطَلِّعٌ عَلَيْهِ فَلَمَّا وَقَعَتْ عَيْنَاهُ فِي عَيْنَيْهِ كَلَحَ[3] فِي وَجْهِ النَّبِيِّ ص ثُمَّ نَزَلَ وَ
كَانَ النَّبِيُّ ص إِذَا مَشَى مَشَى خَلْفَهُ الْحَكَمُ ثُمَّ تَخَلَّعَ فِي مِشْيَتِهِ يَحْكِيهِ ص وَ كَانَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص الْتِفَاتَةٌ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كُنْ كَمَا أَنْتَ[4] فَلَا يَقْدِرُ عَلَى الْمَشْيِ بَعْدَهَا إِلَّا مُخْتَلِعاً[5].
وَ كَانَ يَقِفُ نُصْبَ عَيْنَيْهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِشَيْءٍ مِنَ الْوَحْيِ أَوْ شَرَّعَ لِأُمَّتِهِ مِنَ الدِّينِ شَيْئاً أَوْ وَعَظَهُمْ وَ أَنْذَرَهُمْ أَوْ وَعَدَهُمْ أَوْ رَغَّبَهُمْ أَوْ عَلَّمَهُمْ شَيْئاً مِنَ الْحُكْمِ لَوَّى الْحَكَمُ شِدْقَيْهِ فِي وَجْهِهِ يَحْكِيهِ وَ يَعِيبُ بِهِ فَلَمَّا طَالَ
[1]- ط:+ الذي لعنه اللّه.
[2]-« التسلّق: الصعود على حائط أملس» لسان العرب ج 10 ص 163( سلق).
[3]-« كلح فلان كلوحا: عبس و زاد عبوسه، يقال: كلح الوجه و كلح في وجه غيره» المعجم الوسيط ج 2 ص 795( كلح).
[4]- قارن بالنهاية ج 2 ص 60( خلج)، و شرح نهج البلاغة ج 6 ص 150.
[5]- ط: مخلجا؛ و في المصادر: مختلجا.