responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجمل و النصرة لسيد العترة في حرب البصرة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 15

إماميّ منّة»[1].

و لهذا نرى الشيخ المفيد ينتقد بكل احترام و تبجيل رأي شيخه و أستاذه المحدث الكبير الشيخ الصدوق رحمه اللّه في عدد شهر رمضان، و أهم من هذا فإننا نراه ينتقد كتاب أستاذه الشيخ الصدوق الموسوم بكتاب عقائد الصدوق، و صرّح بكون تلك العقائد التي دوّنها ليس بعضها عقائد للشيعة، بل هو أوهام توهمها، و أثبت خلافها. قال في تصحيح الاعتقاد ص 34- 35، حول كلام الشيخ الصدوق في المشيئة و الإرادة:

«الذي ذكره الشيخ أبو جعفر رحمه اللّه في هذا الكتاب لا يتحصل، و معانيه تختلف و تتناقض؛ و السبب في ذلك أنّه عمل على ظواهر الأحاديث المختلفة و لم يكن ممن يرى النظر فيميز بين الحق منها و الباطل و يعمل على ما يوجب الحجة، و من عوّل في مذهبه على الأقاويل المختلفة و تقليد الرواة كانت حاله في الضعف ما وصفناه».

و قال أيضا في فصل النفوس و الأرواح ص 63:

«كلام أبي جعفر في النفس و الروح على مذهب الحدس دون التحقيق، و لو اقتصر على الأخبار و لم يتعاط ذكر معانيها كان أسلم له من الدخول في باب يضيق عنه سلوكه».

و قال أيضا في هذا الفصل ص 68:

«و الذي صرّح به أبو جعفر رحمه اللّه في معنى الروح و النفس هو قول التناسخية بعينه، من غير أن يعلم أنّه قولهم؛ فالجناية بذلك على نفسه و على غيره عظيمة. فأمّا ما ذكره من أنّ الأنفس باقية فعبارة مذمومة و لفظ يضاد ألفاظ القرآن».

و قال أيضا في الفضل المذكور ص 69، حول كلام الشيخ الصدوق:

«و الذي حكاه و توهمه هو مذهب كثير من الفلاسفة الملحدين الذين زعموا أنّ النفس لا يلحقها الكون و الفساد و أنّها باقية، و إنّما تفني و تفسد الأجسام المركبة. و إلى هذا المذهب ذهب بعض أصحاب التناسخ و زعموا أن الأنفس لم تزل تتكرر في الصورة و الهياكل، لم تحدث و لم تفن و لن تعدم، و أنّها باقية غير فانية. و هذا من أخبث قول و أبعده من الصواب! و بما دونه في الشناعة و الفساد! شنّع به الناصبة على الشيعة و نسبوهم إلى الزندقة! و لو عرف مثبته بما فيه لما تعرض له؛ لكن أصحابنا المتعلقين بالأخبار أصحاب سلامة، و بعد ذهن و قلة فطنة، يمرون على وجوههم فيما سمعوه من الأحاديث و لا ينظرون في سندها، و لا يفرقون بين حقها و باطلها، و لا يفهمون ما يدخل عليهم في إثباتها و لا يحصلون معاني ما يطلقونه منها».

نعم ليس عجيبا على كل من جعل فكره متحررا، و كان لعقله حصة في جميع العلوم أن يكون‌


[1]- لسان الميزان ج 5 ص 368.

اسم الکتاب : الجمل و النصرة لسيد العترة في حرب البصرة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست