: سبع و خمسون سنة؛ سنتان منها مع جدّه، و عشرون منها مع أبيه بعد جدّه، و خمس و ثلاثون منها بعد أبيه، و هي مدّة إمامته [5].
و روي عن الباقر (عليه السلام) «أنّ زين العابدين (عليه السلام) بكى على أبيه أربعين سنة» [6] فهذا يقتضي بقاءه بعد أبيه إلى هذه الغاية، و ذلك مستلزم لتأخّر موته عن السنة المنقول موته فيها بخمس سنين، و لم ينقل ذلك في التواريخ، فيتعيّن حمل الرواية بعد تسليمها على ضرب من المجاز.
و ممّا وجدت في تاريخ ابتداء إمامته على القول الأوّل في قتل أبيه، و هو المشهور: (اهدنا) [7] و توجيهه بأن يجعل كناية عن لسان حاله بطلب الهداية له من اللّه تعالى، أو عن لسان حال الرعية بطلب الهداية منه، أو من اللّه تعالى به.
و كان في زمان إمامته (عليه السلام) بقيّة ملك يزيد بن معاوية إلى أن توفّي سنة أربع و ستّين، و كان قد خرج عليه بعد قتل الحسين (عليه السلام) عبد اللّه بن الزبير بالحجاز، و دعا الناس إلى بيعته فبايعوه، و أرسل إليه يزيد عسكرا فحاصروه