لها سمّا قاتلا فسقته، فدار في أضلاعه فمرض أربعين يوما، فلمّا أشرف على الموت أوصى إلى أخيه الحسين (عليه السلام) بأن يحمله بعد موته إلى عند قبر جدّه (صلّى اللّه عليه و آله)، ليجدّد به عهدا، ثمّ يمضي به و يدفنه بالبقيع، و أخبره بأنّهم لا يمكّنوه من دفنه عند جدّه، و أوصاه بأن لا يريق بسببه محجم [1] دم، ثمّ مات (عليه السلام) بعد ذلك.
و لمّا مات (عليه السلام) حمله الحسين (عليه السلام) إلى قبر جدّه على ما أوصاه، فظنّ مروان بن الحكم أنّه يريد دفنه عند جدّه، فأظهر المنع من ذلك و النهي عنه، و المنقول أنّ سعيد بن العاص كان يومئذ أمير المدينة من قبل معاوية، و أتت عائشة راكبة على بغل و هي تقول: ما كان عثمان ليدفن بالبقيع و يدفن الحسن عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
فقال لها الحسين (عليه السلام): «و يحك، يا عائشة! يوما على جمل، و يوما على بغل- و اللّه- لو لا وصية أخي لفعلت و فعلت [2]».