responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 338

الطاعة لله ورسوله " وتعمل " مع ذلك الافعال " صالحا نؤتها " اي يعطيها الله " أجرها مرتين " كما لو عصت عاقبها ضعفين. والقنوت المداومة على العمل فمن داوم على العمل لله فهو مطيع. ومنه القنوت في صلاة الوتر، وهو المداومة على الدعاء المعروف. والعمل الصالح هو المستقيم الذي يحسن أن يحمد عليه ويستحق به الثواب. والاجر الجزاء على العمل، وهو الثواب، آجره يآجره اجرا والاجر مرتين ليس يجب بالوعد بل إنما هو مستحق، لان أفعالهن تقع على وجه يستحق مثلي مالو استحق الغير، لانه في مقابلة العذاب ضعفين، ولا يجوز أن يضاعف ضعفين إلا مستحقا، وكذلك الثواب المقابل له.

وقوله " واعتدنا لها رزقا كريما " معنى اعتدنا اعددنا، وابدل من احدى الدالين تاء. والرزق الكريم هو الثواب الذي لا يحسن الابتداء بمثله.

ثم قال " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء " انما قال كأحد، ولم يقل كواحدة لان احدا نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة أي لا يشبهكن احد من النساء في جلالة القدر وعظم المنزلة ولمكانكن من رسول الله (صلى الله عليه وآله)بشرط أن تتقين عقاب الله باجتناب معاصيه، وامتثال أوامره. وانما شرط ذلك بالاتقاء لئلا يعولن على ذلك، فيرتكبن المعاصي، ولولا الشرط كان يكون اغراء لهن بالمعاصي، وذلك لا يجوز على الله تعالى.

ثم قال لهن " فلا تخضعن بالقول " أي لا تلين كلامكن للرجال، بل يكون جزلا قويا لئلا يطمع من في قلبه مرض. قال قتادة: ومعناه من في قلبه نفاق.

وقال عكرمة: من في قلبه شهوة للزنا.

ثم قال لهن " وقلن قولا معروفا " مستقيما جميلا بريئا من التهمة بعيدا من الريبة موافقا للدين والاسلام. ثم امرهن بالاستقرار في بيوتهن وألا يتبرجن

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 8  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست