responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 420

ثم قال " ولاتنقضوا الايمان بعد توكيدها " نهي منه تعالى عن حنث الايمان بعدعقدها وتأكيدها، يقال أكدته تأكيدا ووكدته توكيدا، والاصل الواو، وانما أبدلت الهمزة منها كما قالوا: وقيت في أوقيت.

وفي الآية دلالة على ان اليمين على المعصية غير منعقدة، لانها لوكانت منعقدة لماجاز نقضها، وأجمعوا على أنه يجب نقضها، ولايجوز الوفاء بها، فعلم بذلك ان اليمين على المعصية غير منعقدة.

والنقض في المعاني يمكن في مالايجوز ان يصح مع خلافه، بل إن كان حقا فخلافه باطل، وإن كان باطلا فخلافه حق، نحوإرادة الشئ وكراهته، والامر بالشئ والنهي عنه والتوبة من الشئ والعود فيه وماأشبه ذلك.

وقوله " وقد جعلتم الله عليكم كفيلا " اي حسيبا فيما عاهدتموه عليه " إن الله يعلم ماتفعلون " من نقض العهد والوفاء به، وذلك تهديد ووعيد بأن يجازي على مايكون منكم على الطاعة بالثواب وعلى المعصية بالعقاب.

وقيل: إن الآية نزلت في الذين بايعوا النبي صلى الله على وسلم على الاسلام. وقال بعضهم نزلت في الحلف الذي كان عليه أهل الشرك، فأمروا في الاسلام بالوفاء به ذكره ابن زيد.

قوله تعالى:

(ولاتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربي من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيمة ماكنتم فيه تختلفون [92] ولوشاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون) [93] آيتان بلاخلاف.

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست