responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 418

" وجئنابك " يامحمد " شهيدا " على هؤلاء يعني كفار قريش وغيرهم، من الذين كفروا بنبوته. ثم قال " ونزلنا عليك الكتاب " يعنى القرآن " تبيانا لكل شئ " اي بيانا لكل أمر مشكل. والتبيان والبيان واحد. ومعنى العموم في قوله " لكل شئ " المراد به من أمور الدين: إما بالنص عليه او الاحالة على ما يوجب العلم من بيان النبي صلى الله عليه وسلم والحجج القائمين مقامه، او اجماع الامة او الاستدلال، لان هذه الوجوه أصول الدين وطريق موصلة إلى معرفته.

وفي الآية دلالة على بطلان قول من قال: الكلام لايدل على شئ، لان كلام الحكيم يدل من وجهين:

احدهما - أنه دليل على نفس المعنى الذي يحتاج اليه.

والآخر - أنه دليل على صحة المعنى الذي يحتاج إلى البرهان عليه. ولولم يكن كذلك لخرج عن الحكمة وجرى مجرى اللغو الذي لافائدة فيه.

وقوله " وهدى ورحمة وبشرى " يعنى القرآن دلالة ورحمة وبشارة للمسلمين بالجنة.

قوله تعالى:

(إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [90]

وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولاتنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ماتفعلون) [91] آيتان يقول الله تعالى مخبرا عن نفسه " ان الله بأمر بالعدل " يعنى الانصاف بين الخلق، وفعل مايجب على المكلف و " الاحسان " إلى الغير، ومعناه يأمركم بالاحسان، فألامر بالاول على وجه الايجاب، وبالاحسان على وجه الندب. وفي

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 6  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست