responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 352

هم المحتاجون إليه " حميدا " يعني مستوجب الحمد عليكم بصنائعه الحميدة إليكم، والائه الجميلة، فاستدعوا ذلك باتقاء معاصيه، والمسارعة إلى طاعته فيما يامركم به وهذه الجملة مروية عن علي (عليه السلام) وهو قول جميع المفسرين، ثم قال:

" ولله ما في المسوات وما في الارض " بمعنى له ملك ما فيهما، وهو القيم بجميعه والحافظله لايغرب عنه علم شئ ولايؤوده حفظه وتدبيره " وكفى بالله وكيلا " يعني كفى الله حافظا. فان قيل لم كرر قوله: " ولله ما في السموات وما في الارض " الآيتين، احداهما عقيب الاخرى؟ قلنا: لاختلاف الخبرين: الاول في الآية الاولى عن حاجة الخلق إلى بارئه، وغناه تعالى عن خلقه، وفي الثانية حفظ الله تعالى إياهم وعلمه بهم، وتدبيره لهم فان قيل: هلا قال: وكان الله غنيا حميدا أو كفى به وكيلا؟ قيل: ما ذكره في الآية الاولى يصلح ان يختم به وصف الله تعالى بالغناء وأنه محمود، ولم يذكر فيها ما يقتضي وصفه بالحفظ والتدبير، فلذلك كرر قوله: " ولله ما في السموات ".

وقوله: " ان يشأ يذهبكم " معناه، ان يشأ الله ايها الناس ان يهلككم، ويفنيكم ويأت بقوم آخرين غيركم ينصرون نبيه محمد (صلى الله عليه وآله)ويؤازرونه، كان الله تعالى على ذلك قديرا، فوبخ تعالى بهذه الآيات الخائنين الذين خانوا الدرع [1] وساعدوهم على ذلك، ودافعوا عنهم وحذر أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)أن يكونوا مثلهم وان يفعلوا فعل المرتد منهم في ارتداده ولحاقه بالمشركين وبين أن من فعل ذلك لايضر إلا نفسه، لانه المحتاج إليه (تعالى) وغناه عنه (عزوجل) وعن جميع الخلق وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله)انه لما نزلت هذه الآية ضرب بيده علي ظهر سلمان، فقال: هم قوم هذا رواه ابوهريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم أخبر (تعالى) من كان ممن أظهر الايمان بمحمد (صلى الله عليه وآله)من أهل النفاق الذين يبطنون الكفر، ويظهرون الايمان. يريد ثواب الدنيا يعني عرض الدنيا باظهاره بلسانه في الايمان، " فعندالله ثواب الدنيا " يعني جزاؤه في الدنيا منها، وثوابه فيها هو ما يأخذ من الفئ والغنيمة إذا شهد مع


[1] - انظر تفسير آية [105] من سورة النساء. (*)

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست