responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 229

قوله تعالى:

(فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنهم سعيرا) [55] - آية بلاخلاف -.

المعنى:

الضمير في قوله: (فمنهم من آمن) يحتمل أن يكون عائدا إلى أحد أمرين:

أحدهما - قال مجاهد، والزجاج، والجبائي: إن من أهل الكتاب من آمن بمحمد (صلى الله عليه وآله)لتقدم الذكر في " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم " [1].

الثاني - فمن أمة ابراهيم من آمن بابراهيم، ومنهم من صد عنه. كما أنكم في أمر محمد (صلى الله عليه وآله)كذلك. وليس في ذلك توهين لامره كما ليس فيه توهين لامر ابراهيم. واتصال الكلام على هذاالوجه ظاهر وعلى الوجه الاول تقديره وقع [2] هذا كله " فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه " وقال قوم:

" فمنهم من آمن " بداود وسليمان " ومنهم من صد عنه " وليس في الآية دلالة على أن ما تقدم من الوعيد إنما صرف عنهم لايمان هذا الفريق، لانه قال في الآخرة " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " [3] وقال بعضهم: فيه دلالة على ذلك، ولذلك قال: " وكفى بجهنم سعيرا " أي ان كان صرف بعض العقاب، فكفى بجهنم استغرافا بالعذاب.

اللغة:

وسعير بمعنى مسعورة وترك - لاجل الصرف - التأنيث للمبالغة في الصفة كما قالوا: كف خضيب ولحية دهين. وتركت علامة التأنيث، لانها لما كان دخولها فيما


[1] سورة النساء: آية 46.

[2] في المخطوطة (ومع) بدل (وقع).

[3] سورة آل عمران: آية 106. (*)

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست