responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 215

وقال البلخي: معناه لايؤمنون إلا ايمانا قليلا كما قال الشاعر:

فالفيته غير مستعتب * ولا ذاكر الله إلا قليلا [1]

يريد إلا ذكراقليلا. وسقط التنوين من ذاكر لاجتماع الساكنين. وقال أبوروق: إلا قليلا ايمانهم قولهم: الله خالقنا ورازقنا، وليس لعن الله لهم بمانع لهم من الايمان، وقدرتهم عليه، لانه إنما لعنهم الله لما كفروا فاستحقوا ذلك، ولو تركوا الكفر وآمنوا، لزال عنهم استحقاق اللعن.

قوله تعالى:

(يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقالما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أونلعنهم كمالعنا أصحاب السبت وكان امر الله مفعولا) [47] - آية -.

المعنى:

هذه الآية خطاب لاهل الكتاب: اليهود، والنصارى أمرهم الله بان يؤمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله)وما أنزل عليه من القرآن، وغيره من الاحكام مصدقا لما معهم من التوراة والانجيل اللذين تضمنا صفة النبي (صلى الله عليه وآله)وصحة ما جاء به. وقوله:

(من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها) قيل في معناه أربعة أقوال:

أحدها - قال ابن عباس وعطية العوفي وقتادة: معناه نمحو آثارها حتى تصير كالقفا. ونجعل عيونهافي قفاها، فتمشي القهقرى.

الثاني - قال الحسن، ومجاهد، والضحاك، وابن أبي نجيح، والسدي، ورواه أبوالجارود عن أبي جعفر (ع): أن معناه نطمسها عن الهدى، فنردها على أدبارها في ضلالتها ذما لها [2] بأنها لاتصلح أبدا، وهم وإن كانوا في


[1] انظر 2، 76 تعليقة 2، 3.

[2] في المخطوطة (ومآبها).

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست