responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 214

وقوله: (وراعنا ليا بالسنتهم) قيل فيه ثلاثة أقوال:

أحدها - أن هذه اللفظة كانت سبا في لغتهم، فاعلم الله نبيه ذلك ونهاهم عنها.

الثاني - انها كانت تجري منهم على وجه الاستهزاء والسخرية.

الثالث - انهاكانت تجري منهم على حد الكبر، كما يقول القائل: انصت لكلامنا، وتفهم عنا. وانما راعنا من المراعاة التي هي المراقبة. وقوله: " ليا بالسنتهم " يعني تحريكا منهم ألسنتهم بتحريف منهم لمعناه إلى المكروه.

اللغة:

وأصل اللي القتل، تقول: لويت العود ألويه ليا، ولويت الغريم إذا مطلته، واللوى من الرمل - مقصور - مسترقه، ولواء الجيش ممدود، واللوية ما تتحف به المرأة ضيفها لتلوي بقلبه إليها، وألوى بهم الدهر إذا أفناهم، ولوي البقل إذا اصفر ولم يستحكم يبسه.

واللسان آلة الكلام، واللسان اللغة، ومنه قوله: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " [1] ولسن فلان فلانا بلسنه إذا أخذه بلسانه، ورجل لسن:

بين اللسن. ولسان الميزان، ولسان القوم: متكلمهم، وشئ ملسن إذا كان طرفه كطرف اللسان. وقوله: " وطعنا في الدين " فالاصل الطعن بالرمح ونحوه.

والطعن باللسان كالطعن بالرمح. ومنه تطاعنوا في الحرب. وأطعنوا مطاعنة وطعانا، وطعن يطعن ويطعن طعنا. وقوله: " ولو أنهم قالوا " يعني هؤلاء اليهود " سمعنا " يامحمد قولك " وأطعنا " أمرك، وقبلنا ما جئتنا به " واسمع " منا " وانظرنا " بمعنى انتظرنا نفهم عنك ما تقول لنا " لكان خيرا لهم وأقوم " يعني أعدل وأصوب في القول، مأخوذا من الاستقامة، ومنه قوله: " وأقوم قيلا " [2]

بمعنى وأصوب. وقوله: " ولكن لعنهم الله بكفرهم " يعني أبعدهم الله من ثوابه.

ثم أخبر تعالى، فقال: " فلا يؤمنون " في المستقبل " إلا قليلا " منهم فانهم آمنوا.


سورة ابراهيم: آية 4. [2] سورة المزمل: آية 6.

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست