responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 439

الداعي إلى الايمان لايحل موقعه الا بان يقبل المدعو اليه. واما ايصاله ما تقدم على الجزم، فانما هو على معنى التغليظ لشان الجحيم، ليزحر [1] بذلك عن ترك اتباعه (صلى الله عليه وآله)والتصديق بما اتى به من البشارة. قال أبوعلي الفارسي إنما تلزم الفاء اذا كان الكلام الاول علة فيما بعد ذلك، كقولك اعطيك فرسا فلا تسأل شيئا اخرا والآية بخلاف ذلك. وفي الناس من قال: القراءة بالجزم مردودة، لانه لم يتوجه له اتصال الكلام، ولا كيف جاء بالواو دون الفاء. وقد بينا الاتصال. فاما المجئ بالواو فلانه لم يرد الدلالة على معنى الجواب، ولكن عطف جملة على جملة تتعلق بها وتقتضي على ما انطوى عليه معناها. ومعنى الحق في قوله: " انا ارسلناك بالحق " الاسلام، بشيرا من اتبعك عليه بالثوب نذيرا من خالفك فيه بالعقاب.

وقيل: " إنا ارسلناك بالحق " يعني على الحق. كما قال: " خلق الله السماوات والارض بالحق " [2] كأنه قال: على انهما حق لاباطل.

قوله تعالى:

" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير " [121]

قيل في معنى هذه الآية قولان:

احدهما ـ ان النبي " ص " كان مجتهدا في طلب ما يرضيهم، ليقبلوا إلى الاسلام ويتركوا القتال، فقيل له: دع ما يرضيهم إلى ما امر الله به من مجاهدتهم.

والآخر ـ قال الزجاج: كانوا يسألونه " ع " الهدنة والمسالمة ويرونه انه ان امهلهم اسلموا. فاعلمه الله انهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم. وهذه الآية تدل انه لايصح ارضاء اليهود ولا النصارى على حال، لانه تعالى علقه بان اليهود


[1] في المطبوعة (ليرجم) [2] سورة ابراهيم آية: 19. (*)

اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 1  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست