و هي شامية، قديمة، كبيرة، جليلة، عامرة، حسنة المنازل، رقيقة الهواء.
مدرج طريق العراق إلى الثّغور و سائر الشامات. عليها سور من حجر. عظيمة السوق، قليلة البساتين. يمرّ بها نهر قويق. و في وسطها قلعة مرتفعة على تلّ، حصينة لا ترام، بها- فيما يقال- مقام إبراهيم الخليل- (عليه السلام)- و أنه كان يحلب نعمه بموضعها أيام الجمعات و يتصدق بذلك، و من ثمّ قيل: حلب- أي: الخليل- الشهباء.
و قيل: إنما سميت باسم حلب بانيها، و هو من ذرّية عمليق.
و جامعها الكبير أمويّ، و انتسب إليها قديما و حديثا عالم لا يحصون؛ يشتبهون بالحلبي بسكون اللام كما في «الإكمال» [2] و غيره [3].
و أفرد غير واحد تاريخها [4]. و لقي بها إسحاق بن راهوية سليمان بن نافع العبديّ أحد التابعين- إن شاء اللّه-. و كان لها في القرن التاسع جمال بالحافظ البرهان سبط بن العجمي، و في ولده بركة و خير، فهو الآن شيخها و محدّثها،
[1] انظر «معجم البلدان» 2/ 282، و «مراصد الاطلاع» 1/ 417.
جاء في هامش الأصل: حلب بفتح اللام، ممنوعة للتأنيث المعنوي المتحتم و العلمية على البقعة المعروفة.
[2] انظر «الإكمال» 3/ 36، و «توضيح المشتبه» لابن ناصر الدين الدمشقي 3/ 289.