responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البديع في علم العربية المؤلف : ابن الأثير، مجدالدين    الجزء : 0  صفحة : 59

و صار يحمل في محفة [1] ، و أقام في داره يغشاه الأكابر و العلماء و أنشأ رباطا بقرية من قرى الموصل تسمى (قصر حرب) ، و وقف أملاكه عليه و داره التي كان يسكنها بالموصل‌ [2] ، و لزم منزله راضيا بما قضي له، قانعا بما قدّر له من الرزق، يغشاه الناس لفضله و الرواية عنه‌ [3] .

علاجه:

قال ابن خلكان: (حكى أخوه عز الدين أبو الحسن علي: أنه لما أقعد جاءهم رجل مغربيّ و التزم أنه يداويه و يبرئه مما هو فيه، و أنه لا يأخذ أجرا إلا بعد برئه، فملنا إلى قوله، و أخذ في معالجته بدهن صنعه، فظهرت ثمرة صنعته، و لانت رجلاه، و صار يتمكن من مدّهما، و أشرف على كمال البرء فقال لي: أعط هذا المغربيّ شيئا يرضيه و اصرفه، فقلت له: لماذا؟و قد ظهر نجح معالجته‌ [4] ، فقال: الأمر كما تقول، و لكني في راحة مما كنت فيه من صحبة هؤلاء القوم و الالتزام بأخطارهم، و قد سكنت روحى إلى الانقطاع و الدّعة، و قد كنت بالأمس و أنا معافى أذل نفسي بالسعي إليهم، و ها أنا [ذا]اليوم قاعد في منزلي، فإذا طرأت لهم أمور ضرورية جاءونى بأنفسهم لأخذ رأيي، و بين هذا و ذاك كثير، و لم يكن سبب هذا إلا هذا المرض، فما أرى زواله و لا معالجته، و لم يبق من العمر إلا القليل، فدعني أعيش باقيه حرا سليما من الذل، و قد أخذت منه بأوفر الحظ.

قال عز الدين: فقبلت قوله، و صرفت الرجل بإحسان) [5] .


[1] شذرات الذهب (5/22) .

[2] وفيات الأعيان (4/142) .

[3] إنباه الرواة (3/259) .

[4] في وفيات الأعيان (معافاته) ، و التصحيح من: مرآة الجنان (4/13) .

[5] وفيات الأعيان (4/142-143) ، و انظر: إنباه الرواة (3/259) ، و مرآة الجنان (4/13) .

اسم الکتاب : البديع في علم العربية المؤلف : ابن الأثير، مجدالدين    الجزء : 0  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست