responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البديع في علم العربية المؤلف : ابن الأثير، مجدالدين    الجزء : 0  صفحة : 58

يستوزره فأبى، فركب السلطان إليه فامتنع‌ [1] .

و قال ياقوت الحمويّ: (حدّثني أخوه المذكور-أى عز الدين-قال:

حدثني أخي أبو السعادات قال: لقد ألزمني نور الدين بالوزارة غير مرة، و أنا أستعفيه حتى غضب مني، و أمر بالتوكيل بي-[أى بإقامة وكيل لي‌]-قال:

فجعلت أبكي، فبلغه ذلك، فجاءني و أنا على تلك الحال: فقال لي: أبلغ الأمر إلى هذا؟ما علمت أن رجلا ممن خلق اللّه يكره ما كرهت، فقلت أنا يا مولانا رجل كبير، و قد خدمت العلم عمرى، و اشتهر ذلك عني في البلاد بأسرها و أعلم أنني لو اجتهدت في إقامة العدل بغاية جهدي ما قدرت أؤدّي حقه، و لو ظلم أكّار-[أي: حرّاث‌]-في ضيعة من أقصى أعمال السلطان لنسب ظلمه إلي، و رجعت أنت و غيرك باللائمة عليّ، و الملك لا يستقيم إلا بالتسمّح في العسف و أخذ هذا الخلق بالشدة، و أنا لا أقدر على ذلك.

فأعفاه، و جاءنا إلى دارنا، فخبّرنا بالحال، فأما والده و أخوه فلاماه على ذلك الامتناع، فلم يؤثر اللوم عنده أسفا) [2] .

مرضه:

أقعد ابن الأثير في آخر أيامه، و عجز عن الحركة؛ إذ عرض له مرض النقرس‌ [3] ، فكفّ يديه و رجليه، و منعه من الكتابة مطلقا، و اشتد به المرض فكان النهوض يصعب عليه‌ [4] .


[1] البداية و النهاية (13/54) .

[2] معجم الأدباء (17/71-72) .

[3] شذرات الذهب (5/22) .

[4] عقود الجمان (6/15 ب) .

اسم الکتاب : البديع في علم العربية المؤلف : ابن الأثير، مجدالدين    الجزء : 0  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست