و كانت الموصل تحت حكم آل زنكي، و كان أبناء الأثير من خاصتهم، فحكمها قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي من سنة (544 هـ) إلى سنة (565 هـ) ، و قد قاتل قطب الدين الصليبيين مع أخيه نور الدين-حاكم حلب-و ذلك في سنة (559 هـ) في بلاد الشام، و أفنوهم قتلا و أسرا [2] .
و في سنة 562 هـ هاجم نور الدين و قطب الدين طرابلس، و فتكوا بعدة قلاع و مدن للصليبين، و غنموا و أسروا، [3] و بعد وفاة قطب الدين تولى حكم الموصل ابنه سيف الدين غازي بن قطب الدين مودود (565-576 هـ) ، و كان سيف الدين ضعيف الرأي و التدبير، ميالا إلى اللهو و الغناء، غلب على أمره الوزراء و بطانة السوء، و دخل في نزاع مع أخيه عماد الدين زنكي، صاحب سنجار [4] و الخابور و الرقة، و ضعضعت دولته، بل إنه قد أساء إلى وزرائه و كبار رجال دولته، و توفي سنة 576 هـ، فتولى بعده ابنه عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود، (576-589 هـ) ، و كانت مملكته ضعيفة ممزقة.
و سار صلاح الدين الأيوبي إلى الموصل، فملك ما حولها، و حدث قتال بين صلاح الدين و عز الدين، و حاصر صلاح الدين الموصل، و لم يستمر فيه خوفا من إضعاف جيشه في أمر غير ذى بال، فتركها و عاد إلى الشام، و كان ذلك في سنة 581 هـ، و ظل عز الدين على الموصل فقط، و لما توفي خلفه ابنه نور الدين أرسلان شاه، (589-607 هـ) و دخل في نزاع كبير مع عمه عماد