responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 70

قال [ حذيفة : ] مَن الرابع قلت : ذاك [ الذي قال له النبيّ : ( هو مني وأنا منه ) ] [1] .

لماذا هذه الطّبقات الأربع في تعيين الأصلح بعد النبي ؟ ولماذا بعد مضي ما يقارب ثلاثة عقود ـ من وفاة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ـ جرى هذا الحديث عن تعيين الأصلح ؟ .

إنّ هذه الطبقية في تحديد الأصلح تعني وجود مجاميع وطوائف ، وهو ما ينعكس سلباً على وحدة المجتمع وتركيبته ؛ لأنّ وجود الاختلاف آنذاك في موضوع معيّن كان يصاحبه فساد قضية الوّد بين الأطراف ، ويرافقه أيضاً فسخ الطاعة ، وقد ابتلي أمير المؤمنين طوال فترة خلافته بانفضاض أكثر الناس من حوله أو تردّدهم في نصرته .

لقد وقف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على لبّ الحقيقة حينما وضع أسباب الاختلاف ( فَيَا عَجَباً وَمَا لِيَ لا أَعْجَبُ مِنْ خطأ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا ، لا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَلا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ ، وَلا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَلا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ ، يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَيَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ ، الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَالْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا ، مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَتَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ ، كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ ، قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرىً ثِقَاتٍ وَأَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ ) [2] .

إنّ هذا التمزّق الذّي بدأ من أهواء تتبع كان يمثل صفةً ثقافية سلبية خيّمت على أكثر أهل الكوفة .


[1] مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : 2/410 .

[2] نهج البلاغة : الخطبة 88 .

اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست