اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد الجزء : 1 صفحة : 69
أو للولاة أنفسهم بطلب الاستعفاء ، أو لأهل الكوفة عند ما يطلبون من الخليفة تغيير عامله عليهم ، هذا التّغيير المتلاحق في مدة قصيرة يخلق نزوعاً عند النّاس نحو تغيير الولاة ، كما أنّه ينشئ إحساساً نفسياً بصغر شخصية العامل عليهم ؛ حيث إنّ أي اقتراح ضّده بالإمكان أن يزيحه من موقعه ويخرجه من مكانه .
لذا كان عند أهل الكوفة من جرّاء هذه السّوابق التاريخية ميلاً نحو التغيير ، حتى الحاكم الصالح أو عدم طاعته ، لمجرّد أنّه لا يروق لأهوائهم وهو ما واجهه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
الثاني : التمزّق الداخلي ، حصل هذا التمزّق داخل الحدود المحلية للكوفة ، ذلك ما يرويه ربيعة السعدي قال : ( أتيت المدينة فإذا حذيفة بن اليمان مستلقٍ في المسجد واضع إحدى رجليه على الأخرى ، فقال : مرحباً بشخص لم أرَه قبل اليوم ممّن أنت ؟ قلت من أهل الكوفة .
قال : سلْ عن حاجتك قال : [ قلت : ] تركت الناس بالكوفة على أربع طبقات : طبقة تقول أبو بكر الصدّيق خير الناس بعد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ؛ لأنّه صاحب الغار وثاني اثنين ، وفرقة تقول : عمر بن الخطاب ؛ لأنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : اللّهمّ أعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب ، وفرقة يقولون : أبو ذر [ خير الناس ] ؛ لأنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال : ( ما أظلّت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ ) ، ثمّ سكت .
اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد الجزء : 1 صفحة : 69