كان أهل الكوفة في زمان الإمام ( عليه السلام ) يرون الحقّ ثقيلاً وبيئاً ؛ لهذا أبغضهم الإمام يقول الحق ودفعهم إلى سبيله ، وأبغضوا الإمام في ردّ الحق ودفع الطّاعة عنه ، وقد ملّ من فرارهم من دعوته ومقتهم له ولمَن معه من صحبه ، وملّوا الإمام من كبر النصح والتذكير لهم .
عن أبي صالح الحنفيّ قال : ( رأيت علياً ( عليه السلام ) يخطب وقد وضع المصحف على رأسه حتى رأيت الورق يتقعقع على رأسه قال : ( فقال اللّهمّ قد منعوني ما فيه فأعطني ما فيه ، اللّهمّ قد أبغضتهم وأبغضوني ، وملّلتهم وملّوني ، وحملوني على غير خُلقي وطبيعتي ( عليه السلام ) ) [2] .
عن سعد بن إبراهيم قال : (سمعت أبي رافع قال : رأيت عليّاً (عليه السلام) قد ازدحموا عليه حتى أدموا رجله فقال : ( اللّهمّ قد كرهتهم وكرهوني ، فأرحني منهم وأرحهم منّي ) [3] .
إنّ الخطب الكثيرة في ذم أهل الكوفة ، تكشف عن أنّ النّاس فيها كانوا متخلّفين عن ركب الإمام ( عليه السلام ) أو اللحاق به ، إلاّ القليل منهم .