responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 63

لهذا يرى الإمام أنّ هذا الفوز بهذا الكّم الفارغ من الصّلاح ، هو فوز بالسهم الأخيب ، يقول عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) لأهل الكوفة :

( مَن فاز بكم فقد فاز بالسهم الأخيب ) [1] .

كان أهل الكوفة في زمان الإمام ( عليه السلام ) يرون الحقّ ثقيلاً وبيئاً ؛ لهذا أبغضهم الإمام يقول الحق ودفعهم إلى سبيله ، وأبغضوا الإمام في ردّ الحق ودفع الطّاعة عنه ، وقد ملّ من فرارهم من دعوته ومقتهم له ولمَن معه من صحبه ، وملّوا الإمام من كبر النصح والتذكير لهم .

عن أبي صالح الحنفيّ قال : ( رأيت علياً ( عليه السلام ) يخطب وقد وضع المصحف على رأسه حتى رأيت الورق يتقعقع على رأسه قال : ( فقال اللّهمّ قد منعوني ما فيه فأعطني ما فيه ، اللّهمّ قد أبغضتهم وأبغضوني ، وملّلتهم وملّوني ، وحملوني على غير خُلقي وطبيعتي ( عليه السلام ) ) [2] .

عن سعد بن إبراهيم قال : (سمعت أبي رافع قال : رأيت عليّاً (عليه السلام) قد ازدحموا عليه حتى أدموا رجله فقال : ( اللّهمّ قد كرهتهم وكرهوني ، فأرحني منهم وأرحهم منّي ) [3] .

إنّ الخطب الكثيرة في ذم أهل الكوفة ، تكشف عن أنّ النّاس فيها كانوا متخلّفين عن ركب الإمام ( عليه السلام ) أو اللحاق به ، إلاّ القليل منهم .


[1] العقد الفريد : 1/109 ، نهج البلاغة : الخطبة 29 .

[2] الغارات : 2/458 .

[3] نفس المصدر : 2/459 .

اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست