اسم الکتاب : الإمام علي(ع) وتنمية ثقافة أهل الكوفة المؤلف : العبادي، محمد الجزء : 1 صفحة : 168
الحرب وتقولين كيت وكيت ؟ قالت بلى ، قد كان ذاك .
قال معاوية : فما الذي حملك على ذلك ؟ قالت حسبك يا أمير المؤمنين ! فقد مات الرأس وبقي الذَنَب ولن يعود ما ذهب ، والدهور عجب ولا يعتب مَن عتب ، ومَن تفكّر أبصر والزمان ذو غِير ، والأمر يحدث بعده الأمر .
فقال معاوية : لله أنتِ يا زرقاء ، فهل تحفظين كلامك بصفين ؟ فقالت : لا والله ما أحفظه ، وإنّما كان ذلك تحريضاً نطق به اللسان ، فقال معاوية : لكنّي والله أحفظه عليك حتى ما يشذّ عليّ منه شيء ، والله يا زرقاء ! لقد شاركت علياً في كلّ دم سفكه بصفين ، فقالت الزرقاء : أحسن الله بشارتك ، وأدام سلامتك فمثلك بشّر بخير .
فقال معاوية : أَوَ يسرّك ذلك يا زرقاء ؟
فقالت : نعم والله سرّني وأنّى لي بتصديق ذلك ! ثمّ قال : والله يا زرقاء ! إنّ وفاءكم لعليّ بعد موته لأعجب من محبّتكم له في حياته [1] .
فهذا عدي بن حاتم الطائي يرد على استجواب معاوية بمنتهى الجُرأة والشجاعة ، فيسأله معاوية .
أبا طريف ! ما الّذي أبقى لك الدّهر من ذكر علي بن أبي طالب ؟ فقال عدي : وهل يتركني الدّهر أن لا أذكره ! قال : فما الذي بقي في قلبك من حبّه ؟ قال عدي : كلّه وإذا ذكر ازداد ، فقال معاوية : ما أريد