responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 61

فقال (عليه السلام): أما قولك في ترك النساء فقد علمت ما كان لرسول اللّه منهن، و أما قولك في ترك الطعام الطيب فقد كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يأكل اللحم و العسل، و أما قولك دخله الخوف من اللّه حتى لا يستطيع أن يرفع رأسه إلى السماء، فإنما الخشوع في القلب، و من ذا يكون أخشع و أخوف من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)؟! فما كان هذا يفعل؟!! و قد قال اللّه عز و جل: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ [الأحزاب: 21].

و قال (عليه السلام): إن عليا كان يقول: ينبغي للرجل إذا أنعم اللّه عليه بنعمة أن يرى أثرها عليه في ملبسه ما لم يكن شهرة.

و سأله رجل فقال: يا ابن رسول اللّه هل يعد من السرف أن يتخذ الرجل ثيابا كثيرة يتجمل بها و يصون بعضها من بعض؟

فقال (عليه السلام): لا، ليس هذا من السرف.

و قال: أربع خصال يسود بها المرء: العفة، و الأدب، و الجود، و العقل.

لا مال أعود من العقل، و لا مصيبة أعظم من الجهل، و لا ورع كالكف، و لا عبادة كالتفكر، و لا قائد خير من التوفيق، و لا قرين خير من حسن الخلق، و لا ميراث خير من الأدب.

لا يتكلم الرجل بكلمة هدى فيؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها، و لا يتكلم بكلمة ضلالة إلا كان عليه مثل وزر من أخذ بها.

الإمام العادل لا ترد له دعوة، و المظلوم لا ترد له دعوة و من قواصم الظهر سلطان جائر يعصي اللّه و أنت تطيعه!! هذا غاية ما يسمح لي الوقت به من ذكر بعض أخباره و حكمه و آدابه (عليه السلام)، و قد مر في كل جزء من الأجزاء السابقة بعض منها و سننشر ما بقي من ذلك و ما ذكر سابقا في جزء مستقل ليكون أعم نفعا و أسهل تناولا فإن ذلك التراث الفكري الخالد و تلك الآداب التي كان (عليه السلام) يؤدب بها من يتصل به هي أشمل لنظام الحياة لاتصالها بواقع المسلمين من حيث الأخذ بتعاليم دينهم الذي يتكفل لهم السعادة.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست