اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 513
فقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): رجلان من أمتي أما أحدهما فتسبقه يده أو قال: بعض جسده إلى الجنة، و أما الآخر فيضرب ضربة يفرق فيها بين الحق و الباطل.
قال أبو عمر: أصيبت يد زيد يوم جلولاء ثم قتل يوم الجمل مع علي (عليه السلام)، و جندب بن كعب قاتل الساحر ... الخ [1] و قد شهد كعب حرب الجمل مع علي (عليه السلام).
و كان زيد وجيها مقداما، و قد وفد على عمر بن الخطاب فأكرمه، و جعل يرحل لزيد بيده، و يطأ على ذراع راحلته و يقول: يا أهل الكوفة هكذا فاصنعوا بزيد.
و لما أراد زيد أن يركب دابته أمسك عمر بركابه، ثم قال لمن حضره: هكذا فاصنعوا بزيد و إخوته و أصحابه [2].
و كان سلمان يقدمه للصلاة و الخطابة و هو أمير، و أخرج الحافظ و ابن عدي عن علي (عليه السلام) قال، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): من سره أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان.
قال ابن عساكر و رواه الخطيب البغدادي، و أبو يعلى، و قال قطعت يده في جهاد المشركين، و عاش بعد ذلك دهرا حتى قتل يوم الجمل [3].
و لما قتل زيد أوصى بأن يدفن في ثيابه، و قال قبل أن يقتل: إني رأيت يدا خرجت من السماء تشير إليّ أن تعال، و أنا لا حق بها يا أمير المؤمنين [4].
و مهما يكن من أمر فإنا نأسف الأسف الشديد لغفلة كثير من الكتّاب الذين تناولوا البحث عن التاريخ الإسلامي و لم يقفوا أمام هذه الأسطورة موقف الباحث المتثبت و تساهلوا في نقلها و التعليق عليها بما يزيد جذورها تشبثا في المجتمع و يضاعف شرها على الأمة و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
و لو رجعوا إلى الواقع لوجدوا أنفسهم أمام صورة جامدة منحوتة بيد الأغراض