responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 512

و إن الاستمرار في مناقب عمار و ذكر مواقفه و ما ورد فيه من أحاديث و ما نزل فيه من آيات لا يتسع المقام لاستطرادها و ليس من غرضنا أن نترجم له هنا.

إن الشي‌ء الذي نود أن نقوله: إن من أعظم الجرأة على اللّه و على رسوله أن ينسب لهذا الرجل الذي بدأ حياته في الجهاد و ملاقاة العذاب و ختمها في الشهادة، دفاعا عن الإسلام، و اتباعا لحق و إحقاقه، مثل هذه الإساءات، أو يوصف بأنه ممن استهواه ابن سبأ فسار في ركابه و كان من دعاته! حتى يسلم خصومه من المؤاخذات و يتبرّءوا مما ارتكبوه من مخالفات؟

و ليت أنهم استدلوا بما يوجب الشبهة في ذلك فضلا عن الجزم بالحكم فيما وصفوه فيه، فرحم اللّه عمارا، فلقد لزم الحق و حارب الباطل و مات شهيدا بسيوف الفئة الباغية كما أخبر الرسول المعظم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم).

إن الذين وصفوا عمارا بما وصفوه من اتباع ابن سبأ قد ارتكبوا إثما لا يغتفر، و قد ردوا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أقواله في عمار.

و كذلك جنايتهم بحق الصحابي الجليل زيد بن صوحان فجعلوه على رأس الدعاة لابن سبأ؛ و من الخير أن نشير إلى زيد بن صوحان بموجز من البيان إيضاحا لما قد يتوهم صحة ما قاله أولئك المفترون في حقه.

زيد بن صوحان:

زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث أبو سلمان العبدي المقتول سنة 36 و قد سماه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بزيد الخير.

و كان زيد ممن يصوم النهار و يقوم الليل، و إذا كانت ليلة الجمعة أحياها.

و أخرج ابن حجر و ابن سكن، و ابن أبي شيبة و غيرهم أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أخبر عن زيد بن صوحان بأنه يسبق عضو من أعضائه الجنة. و قد قطعت يده في حرب المشركين و قيل في نهاوند [1].

و قال ابن عبد البر: روي عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) من وجوه أنه كان في مسير له فهوّم فجعل يقول: زيد و ما زيد زيد جندب و ما جندب فسئل عن ذلك؟


[1] انظر تهذيب ابن عساكر 3: 410 و الإصابة 1: 250 في ترجمة جندب بن كعب.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 512
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست