اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 508
و بهذا تكذيب لأقوال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و وصفه لأبي ذر بالصدق و لعمار بأنه مع الحق و الحق معه و أنه ما خير بين أمرين إلا اختار أشدهما و أن عمارا هو ميزان لمعرفة الفئة المحقة و لا تقتله إلا الفئة الباغية.
و نرى من اللازم هنا ختاما لهذا الموضوع أن نشير لبعض الأحاديث الواردة من صاحب الرسالة الأعظم نبينا محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في أبي ذر و عمار بن ياسر.
أبو ذر الغفاري:
أبو ذر جندب بن جنادة بن سكن المتوفى سنة 31- 32 بالربذة هو رابع الإسلام، و المعذب في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، و هو الزاهد المشهور الصادق اللهجة، الذي قال فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء، أصدق لهجة من أبي ذر [1].
و أخرج الترمذي بلفظ: ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق و لا أوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم.
و هذا الحديث مشهور رواه جماعة و خرجه الحفاظ كالترمذي، و ابن ماجة، و الحاكم، و أبو نعيم، و غيرهم [2].
و كان أبو ذر هو رابع الإسلام، و أول من جهر في الدعوة، و أعلن الإسلام بين قومه، و في مكة حتى ناله العذاب، و هو ممن أمر اللّه تعالى نبيه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بحبه كما عن بريدة: عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أنه قال: إن اللّه عز و جل أمرني بحب أربعة، و أخبرني أنه يحبهم: علي، و أبو ذر، و المقداد، و سلمان. أخرجه الترمذي في صحيحه، و ابن حجر في الإصابة، و أبو نعيم في الحلية. و أبو عمر في الاستيعاب و غيرهم.
و قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): أبو ذر في أمتي على زهد عيسى بن مريم [3]. و قال علي (عليه السلام): أبو ذر وعاء ملئ علما ثم أوكئ عليه [4]