اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 507
في رائعة النهار، و في قضية خالد بن الوليد و قتله لمالك و نزوه على امرأته يحكم بكذبه، و يجزم بتوهينه كما مر، على أن قضية خالد و زنائه بزوجة مالك بن نويرة قد خرجه الطبري من طريق آخر و هو: عن عبد الحميد بسند عن عبد الرحمن بن أبي بكر: و فيه قول عمر بن الخطاب- لأبي بكر في ذم خالد بن الوليد: عدو اللّه عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزى على امرأته. و أقبل خالد بن الوليد قافلا، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر و قال: ارثأ قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته و اللّه لأرجمنك بأحجارك ... الخ [1].
و لسنا بصدد إيراد هذه القصة و البحث عن ورودها و لكننا نريد أن نبين مدى ما بلغت إليه الحالة من التنكر للحقائق، و الابتعاد عن الواقع، نتيجة للتعصب الأعمى، و انقيادا للهوى المردي.
و لعل الشيخ الكوثري يعتذر بأمر واجب و هو أن رواية قتل مالك بعد ثبوت إسلامه و قد شهد له جماعة عند خالد و نزوه على امرأته و بذلك طعن على خالد و هو صحابي، و لا يصح الطعن، و حينئذ يجب تأويل كل رواية تتضمن ذلك و قد تقدم قول النووي: قال العلماء: الأحاديث الواردة في ظاهرها حمل على صحابي يجب تأويلها [2].
و الشيخ الكوثري قام بواجبه في الدفاع عن خالد في ارتكابه لتلك الفعلة الشنيعة. و لأن سيفا في بعض طرق الطبري لرواية خالد انهال عليه الكوثري ببراهين الحق، و لكن التعصب أو العناد يحول سيفا إلى راوية ثقة و لا يستغنى عن أنبائه لأنه مصدر قصة ابن سبأ، فهل هذا من العلم و الأمانة في شيء؟! و على أي حال: فإن قضية ابن سبأ تتضمن الطعن على أغلبية الصحابة، و وصفهم في اتباع رجل يهودي يضلهم عن دينهم، و يدعوهم إلى ما نهى الإسلام عنه، و فيها أن أبا ذر تلقن مبادئ الزرادشتية و التعاليم اليهودية من ابن سبأ، و عمار بن ياسر من استهواه ابن سبأ، فأصبح على رأس الدعاة لابن سبأ و مبادئه.