اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 323
و أما الذكر فهو واجب عند الشيعة و وافقهم الحنابلة في وجوبه.
و صورته عندهم: سبحان ربي العظيم و بحمده ثلاثا و هي أدنى الكمال و إن قال مرة أجزأه.
و عند الشافعية أن ذلك على الاستحباب [1] و ليس بواجب و قال مالك: ليس عندنا في الركوع و السجود شيء محدود، و قد سمعت أن التسبيح في الركوع و السجود [2].
و قد ذهب إلى وجوب التسبيح إسحاق بن راهويه و عنده أن تركه عمدا موجب للإعادة.
و قال الظاهري: إنه واجب مطلقا.
و احتج الحنابلة للوجوب برواية عقبة بن عامر قال: لما نزلت فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): اجعلوها في ركوعكم.
و عن ابن مسعود أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قال: «إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات (سبحان ربي العظيم) و ذلك أدناه»؛ أخرجهما أبو داود و ابن ماجة.
و روى حذيفة أنه سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يقول إذا ركع: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات رواه الأثرم و رواه أبو داود و لم يقل ثلاث مرات و يجزئ تسبيحة واحدة لأن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أمر بالتسبيح في حديث عقبة، و لم يذكر عددا، فدل على أنه يجزي أدناه ... الخ [3].
و قال الشوكاني: و الحديث (أي حديث حذيفة) يدل على أن التسبيح في الركوع و السجود بهذا اللفظ فيكون مفسرا لقوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) في حديث عقبة: اجعلوها في ركوعكم، اجعلوها في سجودكم، و إلى ذلك الجمهور من أهل البيت و به قال جميع من عداهم.
و قال الهادي و القاسم و الصادق: إنه سبحان اللّه العظيم و بحمده في الركوع و سبحان اللّه الأعلى و بحمده في السجود، و استدلوا بظاهر قوله تعالى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ و سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ... الخ [4].