اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 31
التأثر بدعايات التضليل، المسيطرة على أذهان الكثيرين من المتنورين في البلاد الإسلامية.
مناقشة أخطاء المؤلفين:
و من المفيد في هذا المجال توضيح ما ذهب إليه بعض المؤلفين في حقيقة هي أجلى من رائعة النهار، و ذلك أنه مزج بين المذهب الشيعي و المذهب الشافعي اشتباها، أو جهلا بالموضوع و هو الحاج خليفة [1]:
قال: و الكتب المؤلفة على مذهب الإمامية الذين ينسبون إلى مذهب ابن إدريس، أعني الشافعي (رحمه اللّه)، كثيرة منها: شرائع الإسلام، و الذكرى، و القواعد، و النهاية ... الخ.
و يقول تحت عنوان الكتب المؤلفة على مذهب الإمامية: البيان، و الذكرى و شرائع الأحكام، و حاشيته، و القواعد، و النهاية، و من أقوالهم الباطلة: عدم وجوب الوضوء للصلاة المندوبة، و وجوب الغسل بعد غسل الميت، و وجوبه لصوم المستحاضة، و كراهية الطهارة بماء أسخن في غسل الميت، و وجوب المسح على القدمين، و عدم لزوم الاستيعاب في التيمم و كفاية مسح الجبهة. و قال معلقا:
و يطلقون ابن إدريس على الشافعي.
و قال عند ذكر تفسير الشيخ الطوسي فقيه الشيعة: هو أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي فقيه الشيعة الشافعي، كان ينتمي إلى مذهب الشافعي المتوفى سنة 460 ه سماه مجمع البيان لعلوم القرآن [2].
و نحن هنا أمام حقيقة يلزم أن نجلو عنها غشاوة الأوهام، و لا أراني بحاجة إلى التعليق على وقوع مثل هذا الخلط بأكثر من أن أقول: إن الذي أوقع هذا المؤلف
[1] هو الشيخ مصطفى بن عبد اللّه الحنفي المتوفى سنة 1067 ه ولد باسطنبول سنة 1017 ه و هو معروف بين العلماء بلقب (كاتب جلبي) و بين زملائه الكتاب بلقب حاج خليفة، لقبوه بذلك بعد أن حج و ترقى بين الكتاب- في القسم الذي كان موظفا فيه- إلى رتبة النيابة عن رئيس القسم على مصطلح العثمانيين، و ذلك ان صغار الكتاب يسمون الملازمين و فوقهم الخلفاء، فلذا سموه حاج خليفة و يسميه المستشرقون (حاجي قالفة) على طبق ما يلهج به العوام هناك و قد ألف كتبا كان أشهرها كشف الظنون على أسامي الكتب و الفنون.