responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 148

من الواقع و هي قوله لعبد اللّه: «إيها و اللّه ما هي إليك، و لا إلى ابنيك»، فكيف ينفيها عنه و يدعو عبد اللّه لقبول البيعة، إن هذا من التناقض بمكان، ثم إن قوله: فإنا و اللّه لا ندعك و أنت شيخنا. بعد قوله تريد أن تخرجه غضبا، لم يكن المراد منه لا ندعك عن البيعة كما ذكره، بل العبارة تدل على أنا لا ندعك تخرجه و تنصبه للخلافة و نبايعه.

و الخلاصة:

أن المؤلف يحاول فيما أورده نفي الإمامة كما تعتقد الشيعة، و أنه لا وصاية هناك، و لا شي‌ء يدل على أنها بالوراثة.

و قد أورد كلمة تقوّل فيها على الإمام الصادق و هي قوله: بل قال أولا لشيخ بني علي عبد اللّه بن الحسن: امدد يدك أبايعك.

و هذا القول لم يصدر من الإمام الصادق (عليه السلام)، بل هو استنتاج من الشيخ و افتراض، كما هو دأبه في كثير من أبحاثه، و على هذا الافتراض، و تلك المقدمات العقيمة الإنتاج، يحاول أن يصدر حكما و هو يظن أنه أصاب الهدف، و وصل إلى الغاية المطلوبة، و هي نفي الإمامة، سواء بالوراثة أو الوصاية. فيقول:

و ننتهي من ذلك إلى أن الإمام الصادق رضي اللّه عنه و عن آل بيته الكرام، لم يثبت ثبوتا قاطعا أنه اعتبر الإمامة تكون بالوصاية، و إن ثمة اثني عشر منصوصا عليهم، و إننا في حل من أن نقول: إن نسبة هذا إليه موضع نظر [1].

و نقول: بأن الشيخ لم يطلع على نصوص الوصاية و الوراثة، و لم يقف على أقوال الإمام الصادق (عليه السلام) في ذلك، و نحن في حلّ لنقول: إن هذا الحكم و هذا الاستنتاج، يدلان على قصر النظر و ضيق أفق التفكير.

و من الغريب أن الشيخ يظن أنه لا أثر وارد حول هذه المسألة، و لا رواية تدل على ذلك، و لا نص فيه إلا ما حدثه به الشيخ موسى جار اللّه في كتاب الوشيعة، نقلا عن الكافي حول حديث الوصاية الذي ذكره في أول الكتاب- إن صح ذلك- فإذا أبطله أو نقضه انتهى كل شي‌ء.


[1] الإمام الصادق لأبي زهرة ص 205.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست