اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 147
قال عيسى بن عبد اللّه بن محمد: فأرسلني أبي أنظر ما اجتمعوا له فجئتهم و محمد بن عبد اللّه يصلي على طنفسة مثنية، فقلت لهم أرسلني أبي إليكم أسألكم لأي شيء اجتمعتم؟
فقال عبد اللّه: اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد اللّه.
قال: و جاء جعفر بن محمد (عليه السلام) فأوسع له عبد اللّه بن الحسن إلى جنبه، فتكلم بمثل كلامه.
فقال جعفر (عليه السلام): لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد، إن كنت ترى أن ابنك هذا المهدي فليس به و لا هذا أوانه، و إن كنت تريد أن تخرجه غضبا للّه، و ليأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، فإنا و اللّه لا ندعك فأنت شيخنا و نبايع ابنك في هذا الامر!!! فغضب عبد اللّه، و قال: لقد علمت خلاف ما تقول و و اللّه ما أطلعك اللّه على غيبه، و لكنه يحملك على هذا الحسد لابني.
فقال (الصادق): و اللّه ما يحملني، و لكن هذا و إخوته و أبناؤهم دونكم، و ضرب بيده على ظهر أبي العباس (السفاح) ثم ضرب بيده على كتف عبد اللّه بن الحسن و قال: إيها و اللّه ما هي إليك، و لا إلى ابنيك، و لكنها لهم، و إن ابنيك لمقتولان.
ثم نهض و توكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري فقال: أ رأيت صاحب الرداء الأصفر يعني أبا جعفر فقال له: نعم. فقال إنا و اللّه نجده يقتله.
هذا هو نص رواية الإرشاد عن مقاتل الطالبيين كما هو موجود بكامله في الطبعة الأولى و الطبعة الثانية و ليس فيه كلمة (و إن شئت بايعتك) [1].
و المؤلف قد أضاف العبارة بعد ذلك ببيانه: إن الإمام الصادق (عليه السلام) قال لشيخ بني علي: امدد يدك أبايعك.
و إنا قد ذكرنا هذا النص بطوله ليتضح للقراء هل كان فيه ما يدل على الحكم الذي حكم به الشيخ في نفي الإمامة بالوصاية، و ما تعتقده الشيعة؟
و كان الأجدر به و اللائق بمقامه، أن يعطي كلمة الإمام الصادق (عليه السلام) حقها