اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 14
يلتمسون الحجج الواهية للضعة بمن يتعصبون عليه و لرفعة من يتعصبون له، و هم يجعلون أنفسهم حكام عدل، و رواد حقيقة، و لكنهم عكس ذلك.
و منهم من غلب عليه الجمود الفكري فقلدوا غيرهم في النقل بما يروق لهم و يوافق رغباتهم، و إن اتضح لهم خلاف ذلك، و بهذا فلم يعطوا الأشياء ما يلزم أن تعطى حسب الواقع. و بصورة خاصة أولئك الكتاب الذين يكتبون عن تاريخ الشيعة، فنرى أكثرهم يتخبط في بيداء التهجم، و يسير في طرق ملتوية لا تؤدي به إلى الغرض المطلوب منه في أداء حق التاريخ، الذي هو مرآة الأمم السالفة للأجيال القادمة، لأنه بهذا العمل يصدأ مرآته و يذهب بمحاسنه.
و لو أنهم درسوا تلك الفترة و ما نجم عنها من آراء و أحكام تنافي روح الإخاء و روابط الإيمان و ما شاع من اتهامات دراسة مستفيضة من جميع نواحيها، و ما يحيط بها من ملابسات، و فكروا فيما يرتئون في استخلاص النتائج لإبداء الرأي الحر الذي يبعد بهم عن المؤثرات، لكان ذلك أنفع لهم و للأمة جمعاء، و لكنهم قد تعمدوا التشويه و الخلط، لغرض في أنفسهم و ميلا مع الأهواء.
و من نتائج توالي الملوك الجائرين و الحكام العتاة الذين ناصبوا أهل البيت العداء و نصبوا الحرب لشيعتهم، كما أن من نتائج دوام الشيعة على وقوفهم بوجه الطغاة هو انتشار آراء الملوك السابقين و شيوع أغراضهم و مواقفهم ضد الشيعة و تداولها عبر الأجيال دون انتباه إلى ما يعنيه ذلك من تأييد لسياسات الظلم و الانحراف.
و لقد أثيرت حول الشيعة عواصف اتهامات باطلة، مهدت السبيل لمن يريد أن ينفث سمومه في جسم الأمة الإسلامية، و يطعن في عقائدها، عند ما التبست الحقائق التاريخية بالأكاذيب، و الحوادث الواقعية بالأساطير، فاتسع المجال أمام المتداخلين و المندسين في صفوف المسلمين؛ ليعملوا عملهم، و يضربوا ضربتهم، انتصارا لمبادئهم، و انتقاما لعروشهم التي دك الإسلام صروحها، و هدم كيانها، فانهزموا أمامه مخذولين. و قد عجزوا عن مقابلته وجها لوجه، فراحوا يتلصصون في الظلام، و يعملون من وراء الستار.
لقد اتهم اتباع مذهب أهل البيت و أنصارهم بتهم كثيرة، و وصفوا بصفات متناقضة بعيدة عن الواقع، بل هي مجرد إشاعة مغرضة، و أقوال كاذبة، و افتراءات صريحة.
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 14