responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 13

إليهم من زاوية الواقع لا زاوية الخيال التي فتحها المغرضون من أعداء الأمة، و رسموا للشيعة صورا غريبة، و حاكوا لهم تهما وهمية، و نسبوا لهم عقائد مفتعلة، و آراء بعيدة عن واقع الأمر، و رشقوهم بسهام نقد من هنا و هناك حتى آل الأمر إلى إبعادهم عن حظيرة الإسلام زورا و بهتانا.

و لا ذنب لهم إلا عدم مسايرتهم لحكام الجور، و تمسكهم بالانتصار لآل محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أهل الحق المضيع، و هذا أمر واقع قد يكون إنكاره من المكابرة و التعنت، و تكشف النظرة السريعة و العجلى إلى معالم تاريخ الشيعة عن أسرار موجات العداء و تيارات النقمة عليهم، و قد التقت في قيام هذه الموجات و التيارات قوى عديدة تمثلت فيها السلطة الزمنية و القضائية و الحزبية و الاجتماعية و لا أصف من لبس لبوس الفقه و تزيا بزي العلم بالسلطة الدينية فحاشى الإسلام و سلطته الروحية أن تطلق يوما على من يناصر ظلما أو يغض عن جور أو يسهم في انتهاك حرمة أحد، و إنما هم قوم عملوا في الفقه فباعوا دينهم بدنياهم، و قد تقدم معنا بعض مواقفهم في تعضيد دور الحكام- تكشف هذه النظرة عن ثبات نهج الشيعة و دوام مواقفهم، و هذا النهج و الموقف هما سبيل اتباع محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و التمسك برسالة السماء. و يبدو أن الكثيرين يهملون حقائق التاريخ و يسيئون إلى صفات التعقل و الوعي سواء كانوا حكاما أو متعاطين للعلم و الثقافة. فمن مرتكب لذات الجرائم التي ارتكبها الأمويون و العباسيون بحق الشيعة، و من معرض عن الحق مستسلم لبواعث التفرقة و العداء و لا يشينه أن يكون مع الظلمة، فأين روح العصر الحديث و الوعي الموضوعي و مسئولية القلم و التزام الكلمة؟ و لا أريد أن أدخل في تفصيل ما نال أتباع آل محمد من بلاء نتيجة للتعصب الأعمى و الطائفية الرعناء، فلنقتصر على بعض ما يهمنا عرضه الآن:

بين الواقع و الخيال:

و ليس من الغريب أن يتنكر الإنسان لما يعرف من الحقائق فيبرزها بصورة غير صورتها، إذ من السهل جدا أن يغمض الإنسان عينيه عن واقع الأمور و محاسن الأشياء، فيذم حيث لا موجب للذم، و يمدح حيث لا موقع للمدح، و ما ذلك إلا لتعصب شائن و تحامل بغيض يبتلى به كثير من الناس.

و بهذا فقد أساءوا لأنفسهم بصورة خاصة، و لمجتمعهم بصورة عامة، و راحوا

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست