اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 642
قبول ذلك، و لا حجر على المفكر لو أعطى النظر حريته مع حصول أشياء تؤيد هذا التفكير من شغلها و شواغلها، و صغر سنها و لعبها باللعاب و منادمة صويحباتها [1] و القيام بخدمة البيت إلى كثير من ذلك.
فالوقوف هنا لاستجلاء الحقيقة لا يوجب الطعن على أمهات المؤمنين ليستوجب الكفر و الخروج عن الدين، على أن هناك شيئا يدعو إلى التثبت و هو أمر رواة أحاديثها، فإنهم اتخذوا الرواية عنها سببا للتقرب إلى بني أمية، و قد طعن على هشام بن عروة و غيره، ممن تقربوا للأمويين بوضع الأحاديث عن عائشة خدمة لمصالحهم.
و لا نطيل نقاشنا للأحاديث الواردة عنها التي فيها من الدخل الشائن لروح الإسلام و المنافية لمقام النبي الأعظم، كما يروي البخاري عنها في الأدب المفرد، أنها قالت: كنت آكل حيسا مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فمرّ عمر فدعاه فأكل فأصابت يده إصبعي فقال عمر: خس لو أطاع فيكن ما رأتكن عين [2].
أ ليس في ذلك حط لمقام النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و نقصه؟ و هو الإنسان الكامل و المثل الأعلى لمكارم الأخلاق، أ كانت داره أطروقة للذاهب و الجائي؟!! أم كان يأكل هو و زوجته على قارعة الطريق؟؟ أم أن عمر كان لا يحترم النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) فيدخل عليه دخول عابر سبيل؟؟ كل هذا نسكت عنه لا خوفا من القول بأنه طعن على ما يروى عن عائشة، و الطعن عليه خروج عن ملة المسلمين كما يقولون! و لكن ضيق المجال يحول دون بسط القول في ذلك.
أ ليس لنا حق التثبت بما يروى عن عائشة؟ أن رجلا سأل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما الغسل؟ و عائشة جالسة، فقال (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): إني لأفعل ذلك أنا و هذه ثم نغتسل [3].
كيف يصح هذا؟ و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) مثال الغيرة و مجمع الفضائل و الإنسان الكامل، فالعقل يمتنع عن قبوله احتراما لمقام الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) لذاته و خلّته