responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 643

الشخصية فما بالك إذا كان رسول اللّه و أمينه على وحيه و خير خلقه؟ و ليكن من وراء عدم قبول ذلك اتهام بالكفر و رمي بالزندقة.

كما يحق لنا أن نناقش ما يرويه مسلم في صحيحه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: إن النبي كان مسحورا يخيل إليه أنه يفعل الشي‌ء و ما يفعله‌ [1].

فسل صحيح مسلم عن صحة ذلك، و سل عروة و ابنه إن كنت رجلا لا تخاف الاتهام بالزندقة، و إلا فاترك مسئولية البحث لمن لا يتقيد بالأوهام و لا يخضع لسلطان العاطفة العمياء و لا يبالي بتوجيه التهم ما دمنا محافظين على كرامة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و إن طعنا بألف صحابي و صحابي و كذبنا ألف صحيح و صحيح، حاشا للنبي الأعظم و منقذ الإنسانية و هو الإنسان الكامل في كل صفاته، و هو المثل الأعلى لكل مكرمة، كيف يعتريه النقص و يخيل إليه أنه يفعل الشي‌ء و لا يفعله؟! ليت شعري أيتم نظام العالم و هو مصلحه مع اتصافه بهذه الصفة؟ كلا إنه (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).

فلنترك مناقشة كثير من الأحاديث و لا نمضي في هذا الموضوع بأكثر مما ذكرناه، و نكتفي بذكر ما دعت الحاجة إلى عرضه بدون استقصاء في البحث و لا تتبع شامل لنقاط الموضوع، و غرضنا من ذلك إعطاء صورة عن تلك الاتهامات التي وجهت للشيعة بأنهم لا يأخذون برواية الصحابة. نعم الشيعة لا يأخذون إلا عن الصادقين في القول، و يتشددون في قبول الرواية أكثر من غيرهم.

تهمة سب الصحابة:

إن تهمة سب الصحابة قد استأصل داؤها فعز علاجه، و نفذ حكمها فعظم نقضه، و سرت تلك الدعاية في مجتمع تسوده عاطفة عمياء و عصبية هوجاء، و قد وقفت الحقيقة أمام ذلك الوضع المؤلم مكتوفة اليد، و أسدلت دونها أبراد التمويه، و أحيطت بأنواع الحواجز و أقيمت في طريق الوصول إليها آلاف من العقبات و سلاح القوة فوق ذلك، إذ السلطة قررت نظام انطباق الكفر و الزندقة على المعارضين لسياستها، و لم يمكنهم تحقيقه إلا باتهام سب الصحابة أو أبي بكر و عمر بصورة خاصة.


[1] صحيح مسلم ج 4 ص 24.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 643
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست