responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 628

و مهما تكن الأقوال و التعاريف فإن هذا الاسم يطلق على كل من سمع النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أو رآه من المسلمين مطلقا و هم كلهم عدول عندهم و ما صدر منهم يحتمل لهم بحجة أنهم مجتهدون.

و هذه هي النقطة الجوهرية التي وقع الاختلاف فيها، إذ الشيعة لا يذهبون لهذا القول فلا يثبتون العدالة إلا لمن اتصف بها، و كانت فيه تلك الملكة، و أصالة العدالة لكل صحابي لا دليل عليه، و لا يمكن إثباته.

فالشيعة تناقش أعمال ذوي الشذوذ منهم بحرية فكر، و تزن كل واحد منهم بميزان عمله فلا يوادون من حاد اللّه و رسوله و يتبرّءون ممن اتخذوا إيمانهم جنة فصدوا عن سبيل اللّه.

و الشيعة لا يخالفون كتاب اللّه و سنة رسوله و عمل السلف الصالح في تمييز الصحابة، و من هو مصداق هذا الاسم حقيقة ... فيكون عمله بحسب قوله و قوله بحسب إيمانه و يجعل بينه و بين شعائر الجاهلية و أحلاف المشركين حاجزا و يلوذ بأفياء شهادة لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه و يتبرأ مما يسي‌ء إلى عقيدته أو يمسّ إيمانه، و لا يلغي الشيعة قوانين الطبيعة البشرية القاضية بتفاوت مدارك الناس و اختلاف قابلياتهم.

و من هذا فتحت على الشيعة باب الاتهامات الكاذبة، التي لفقها خصومهم، و لو كان هناك صبابة إنصاف، و مسكة من عقل، و قليل من تتبع و إعطاء الفكر حريته، لما وقعت تلك الملابسات، و حلت تلك المشاكل.

و من الغريب أن تتهم الشيعة بسب الصحابة و الطعن عليهم أجمع، و بذرة التشيع نشأت في مجتمع الصحابة، و منهم أبطال التشيع و حاملو دعوته، و هم الذين عرفوا بالولاء لعلي (عليه السلام) و ناصروه في حربه لمن بغى عليه، و هم خيار الأئمة، و سيأتي ذكر بعضهم في الأجزاء القادمة، كما أن من الغريب أن يطالبوا بمخالفة مقاييس الإيمان و السلوك، و لكن الشيعة يأبون إلا حفظ شرف الصحبة و عدم الإساءة إلى مقام الحظوة عند النبي و الإخلاص له و التمسك بهداه، و إذا طرح علماء السوء أردية التعصب و العداء لتبين لهم أن الشيعة مثال ما قادت إليه عقول الكثير الكثير من رجال السنة كابن عيينة الذي قال: نظرت في أمر الصحابة و أمر ابن المبارك فما رأيت‌

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 628
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست