اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 626
وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ[1] و فيهم من كان يؤذي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ[2] فإلى اللّه نبرأ من هؤلاء و ممن اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ[3] و الذين يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَ لا إِلى هؤُلاءِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا[4].
و الكتاب العزيز يعلن بصراحة عن وجود طائفة تستمع إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و لكن طبع اللّه على قلوبهم لأنهم اتبعوا الهوى فقال تعالى: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ[5].
كما أعلن تعالى لعن طائفة منهم و هم الذين في قلوبهم مرض و الذين يفسدون في الأرض و يقطعون أرحامهم أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ. أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها[6].
أجل أين ذهب أولئك بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)؟ و قد جرعوه الغصص في حياته، و دحرجوا الدباب، فهل انقلبت حالهم بعد موته (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) من النفاق إلى الإيمان؟ و من الفساد إلى الصلاح، و من الشك إلى اليقين، فأصبحوا في عداد ذوي العدالة من الصحابة الذين طبعت نفوسهم على التقى و الورع و عفة النفس و العلم و الحلم و التضحية في سبيل اللّه و هم الذين وصفهم اللّه تعالى بقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ[7].
فنحن لا نرتاب في ديننا و لا نخالف قول الحق في تمييز منازل الصحابة