responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 593

فقال أبو عون: هو و اللّه يا أمير المؤمنين على الأمر الذي خرجنا عليه و دعونا إليه، فإن كان قد بدا لكم فمرونا حتى نطيعكم.

و عرضت على المهدي وصية القاسم بن مجاشع التميمي و قد جعل المهدي وصيه و كان قد كتب فيها:

شهد اللّه أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند اللّه الإسلام. ثم كتب: و القاسم بن مجاشع يشهد بذلك و يشهد أن محمدا عبده و رسوله و أن علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و وارث الإمامة من بعده. فلما بلغ المهدي إلى هذا الموضع رمى بالوصية و لم ينظر فيها [1] و عظم عليه ذلك، لأنه مخالف لرأي الدولة الجديد. و من هنا نعرف الفرق بين الماضي و الحاضر بذلك التحول السريع و التطور الغريب، كل ذلك بغضا للعلويين و كراهة لموافقتهم في الرأي، حتى أصبحوا يعظمون الأمويين و يعاقبون من ينتقصهم.

فقد عذب يحيى بن كثير- و هو أحد الأعلام- و ضرب و حلق رأسه لأنه انتقص الأمويين‌ [2] و كثير من أمثال ابن كثير، كما عظم على العباسيين ثبوت الخلافة لعليّ بغضا للعلويين.

قال أبو معاوية: دخلت على هرون الرشيد، فقال لي: لقد هممت أن من يثبت خلافة علي فعلت به و فعلت. قال: فسكت فقال لي: تكلم، قلت: إن أذنت لي تكلمت. قال: تكلم.

فقلت: يا أمير المؤمنين، قالت تيم: منا خليفة رسول اللّه. و قالت عدي: منا خليفة خليفة رسول اللّه. و قالت بنو أمية: منا خليفة الخلفاء. فأين حظكم فيها يا بني هاشم؟ و اللّه ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب‌ [3].

ثم تطورت الحالة و اشتد الأمر من قبل العباسيين حتى أدى الأمر إلى قتل من عرف بحب علي و أهل بيته، و اتخذوا لذلك شتى الطرق و مختلف الأساليب، و أقرب طريق سلكوه للوصول إلى إيقاع الفتك بمن عرف بحب أهل البيت هو مسألة تفضيل‌


[1] الطبري ج 6 ص 397 حوادث 169 ه-.

[2] تذكرة الحفاظ ج 1 ص 121.

[3] تاريخ الخطيب ج 5 ص 244.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست