responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 569

أكثرهم أهمل ناحية سبق أهل البيت و أتباعهم إلى التدوين في جميع العلوم الإسلامية.

و لا يستغرب هذا فالظروف قد اقتضت ذلك، نظرا لسياسة الوقت، فعدم تعرضهم لذلك لا لجهة العدم، و إنما هي أمور لا تخفى على المتتبع. و الحق الذي لا غبار عليه: أن أهل بيت النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) هم الحائزون على قصب السبق، و قد وجهوا عنايتهم التامة في تدوين العلوم، و احتفظ تلامذتهم و المختصون بهم بذلك. فسجلوا ما تلقوا عنهم، و حفظوا ما أخذوه منهم.

يقول العلامة مصطفى عبد الرازق عند ذكره لأول من دون الفقه: و على كل حال فإن ذلك لا يخلو من دلالة على أن النزوع إلى تدوين الفقه كان أسرع إلى الشيعة، لأن اعتقادهم العصمة في أئمتهم أو ما يشبه العصمة كان حريا أن يسوقهم إلى الحث على تدوين أقضيتهم و فتاواهم‌ [1].

و إن أسبق كتاب في الفقه هو كتاب قضاء الإمام علي بن أبي طالب الذي كان عند ابن عباس منه نسخة يعتمد عليها.

أهل البيت أول من دون العلم:

رأينا كيف اختلفت الأقوال في تعيين السابق إلى تدوين العلم في الإسلام و المحاولة التي تقضي بظاهرها صرف الحق في ذلك عن أهله، كغيرها من المحاولات التي اتخذت ضدهم من قبل المناوئين لهم، و خصومهم الذين كان يزعجهم ذكر آل محمد بخير، لأن ذلك يدخل على خصومهم القلق، و عدم الاستقرار و التنعم في ملاذ الحياة. و لكن أكثر المسلمين احتفظوا بالولاء لهم رغم كل محاولة.

و إن لأهل البيت قدما راسخا في العلم، و آثارا خالدة في الإسلام. و في الواقع أن أول من دوّن العلم هو سيد الأوصياء و إمام البلغاء علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و إن أسبق كتاب في الفقه هو كتاب الإمام علي (عليه السلام) و أحكامه، فقد كانت عند ابن عباس منه نسخة ينظر فيها لأخذ أهم القضايا في القضاء عنه و كان عند الإمام الباقر (عليه السلام) نسخة من كتاب علي (عليه السلام) بخطه يرجع إليه و توارثه أولاده و أحفاده كما أن عندهم صحف بمختلف الفنون و العلوم يتوارثونها عنه واحدا بعد واحد. و دوّن‌


[1] تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية ص 202.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 569
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست