responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 392

و قد قام الإمام الصادق بدوره في عصره فأعلن للملإ أضرار الظلم، لأن كل فساد في الأرض و شق لعصى الطاعة، و اضطراب في نظام العمران إنما يعود إلى الجور بين الناس، بل إن كل قحط و جدب و ضيق و ضنك، و جوع و خوف و بلاء و انتقام إنما هو من ظلم العباد بعضهم بعضا، لذلك أمر الإمام الصادق بالابتعاد عنهم، كما أبعد عنه المتقرب إليه منهم و حرم الولاية لهم، لأنه يرى: «أن في ولاية الجائر دروس الحق كله، و إحياء الباطل كله، و إظهار الظلم و الجور»، كما ورد عنه ذلك، و كان يقول: العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء.

و دخل عليه عذافر فقال (عليه السلام): بلغني أنك تعامل أبا أيوب و الربيع، فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة؟ و نهى يونس بن يعقوب عن معاونتهم حتى على بناء المساجد.

و سأله رجل من أصحابه عن البناء لهم و كراية النهر، فأجابه (عليه السلام): «ما أحب أن أعقد لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء و لا مدة بقلم، إن أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم اللّه بين العباد».

و جاءه مولى من موالي علي بن الحسين (عليه السلام) فقال له جعلت فداك لو كلمت داود بن علي أو بعض هؤلاء فأدخل في بعض هذه الولايات.

فقال له (عليه السلام) ما كنت لأفعل. فانصرف إلى منزله متفكرا، و قال ما أحسبه منعي إلا مخافة أن أظلم أو أجور، و اللّه لآتينه و لأعطينه الطلاق و العتاق و الايمان المغلظة أن لا أظلم أحدا و لأعدلن. قال فأتيته فقلت: جعلت فداك إني فكرت في إبائك عليّ، فظننت أنك إنما كرهت ذلك أن أجور أو أظلم، و إن كل امرأة لي طالق و كل مملوك لي حر و عليّ و عليّ ... إن ظلمت أحدا أو جرت عليه و لم أعدل.

فقال (عليه السلام): كيف قلت؟ فأعدت عليه الايمان، فرفع رأسه إلى السماء فقال:

تناول السماء أيسر عليك من ذلك‌ [1].

و قد وردت عن أهل البيت أحاديث بجواز الولاية إذا كان فيها صيانة العدل و إقامة حدود اللّه، و الإحسان إلى المؤمنين، و السعي في الإصلاح، و مناصرة


[1] الجواهر في باب التجارة ص 36.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست