responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 371

الدولة في دورها الجديد عند ما قتل السفاح بقية الأمويين، ثم أمر بإلقائهم في الصحراء في الأنبار فجروا بأرجلهم، و عليهم سراويلات الوشي فوقف عليهم سديف و أنشد:

طمعت أمية أن سيرضى هاشم* * * عنها و يذهب زيدها و حسينها

كلا و رب محمد و إلهه* * * حتى يبيد كفورها و خئونها

[1] إلى غير ذلك من الأمور التي اتخذوها في تهدئة الرأي العام، و قام السفاح بالأمر و أظهر في خطبته الافتتاحية ما تميل إليه النفوس من المواعيد من إعادة العدل و المساواة و العمل بكتاب اللّه و سنة نبيه، بقوله:

أيها الناس لكم ذمة اللّه تبارك و تعالى و ذمة رسوله و ذمة العباس علينا أن نحكم فيكم بما أنزل اللّه و نعمل فيكم بكتاب اللّه، و نسير في العامة و الخاصة بسيرة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)[2] ثم ذكر أعمال بني أمية و ما ارتكبوه في الأمة.

فأخذ الناس بنود هذه الخطبة بعين الاعتبار، و توقعوا تحقيق تلك الوعود، و لكنها كانت و هما من الأوهام و أقوال حملتها الريح.

افتتحت صحيفة الدولة العباسية مصبوغة بالدم القاني، و ورثوا سلطان الأمويين بعد ذلك الانقلاب، و كانت الأسباب التي أدت إلى فوزهم بالخلافة بعضها أمور غير متوقعة، و بعضها ساعدهم الحظ فيها، فكان نصيبهم النجاح. و أهم تلك الأسباب التي اعتمدوا عليها هي الانتصار لآل محمد من بني أمية، لأنهم اضطهدوا آل رسول اللّه فكانت هذه المشكلة من أعظم المشاكل التي تقف أمامهم في سبيل توطيد ملكهم و امتداد سلطانهم، لأنهم يعرفون العلويين و نفسياتهم و منزلتهم في المجتمع الإسلامي، لذلك كان أهم شي‌ء عندهم هو أمر العلويين، و الوقوف أمام نفوذهم، فاتخذوا تلك الطرق في إقناع الناس و أظهروا لهم الحب المصطنع و العطف الذي ينطوي من ورائه غيض يحرق القلوب، فكانت أيام السفاح و شطرا من خلافة المنصور على تلك السياسة الهادئة ريثما يتم لهم النفوذ و تحكم أسس الدولة.

و لما آن وقت إظهار ما كانوا يكتمونه، نفذوا تلك الخطط الانتقامية من آل‌


[1] العقد الفريد ج 3 ص 207.

[2] الكامل ج 5 ص 197.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست