responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 305

الحديث، و قال أحمد بن حنبل: لا يكتب عنه ترك الناس حديثه. و قال أبو عوانة: لا أستحل أن أروي عنه شيئا، إلى آخر ما هنالك من الأقوال في ذمه، و قد نص بعضهم على كذبه، قال ابن حبان: إن أبان سمع من أنس أحاديث و جالس الحسن فكان يسمع من كلامه: فإذا حدث جعل كلام الحسن البصري عن أنس أحاديث عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و لعله حدث عن أنس بأكثر من 1500 حديث. قال الجوزجاني: أبان ساقط، و قال شعبة: لئن أشرب من بول حماري أحب إليّ من أن أقول: حدثني أبان و قال مرة: لئن يزني الزاني خير من أن يروي عن أبان. و قال أيضا لا يحل الكف عن أبان إنه يكذب على رسول اللّه‌ [1] و قد مر ذكر إبراهيم و البورقي.

و أما الجويباري فقد نص على كذبه الذهبي في الميزان، و ابن حجر في لسانه و السيوطي و الخطيب البغدادي و غيرهم.

و نحن لا نتعرض لجميع هذه الأقوال الادعائية في البشائر النبوية التي التجأ إليها المعجبون بأبي حنيفة، و المغالون بشخصيته، و نكتفي بهذا القدر من التوهين لها، و لم يكن من قصدنا بالبحث عن هذه الأمور إلا إظهار الحقيقة و خدمة العلم، لأن أغلب من كتب عن أبي حنيفة جعلها من أقوى مؤيدات اتباعه و لزوم الأخذ عنه دون غيره، و إن أكثر من كتب من المتعدلين في مناقب أبي حنيفة لم يذكروا هذه الأحاديث لعدم الاعتماد عليها كالسيوطي في تبييض الصحيفة، و ابن حجر في الخيرات الحسان‌ [2] و ملا علي القاري، و الذهبي في مناقب أبي حنيفة.

و قد سلك السيوطي طريقا آخر لإثبات تبشير النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بأبي حنيفة. قال: و قد بشر النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بأبي حنيفة في الحديث الذي أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق أبي هريرة: لو كان العلم بالثريا لتناولته رجال من أبناء فارس. و هذا لا يمكن و في أبناء فارس من حملة العلم من الصدر الأول إلى اليوم من العلماء ما ينطبق هذا العموم عليهم فكيف يخصص بأبي حنيفة وحده! هذا من التخمين و الظنون و هو من باب أريه السهى و يريني القمر.


[1] تهذيب التهذيب ج 1 ص 98.

[2] قال ابن حجر في الخيرات الحسان ص 5 عند ذكر الحديث: قد أطبق المحدثون على وضعه.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست