اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 306
و على أي حال فإن هذه الموضوعات كانت من نتائج عصور التعصب و عهود التطاحن بين المذاهب.
حديث غياث لكل مهموم:
روى الموفق بسنده عن محمد الحارثي بإسناده إلى أبي البختري قال: دخل أبو حنيفة على جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فلما نظر إليه قال: كأني أنظر إليك و أنت تحيي سنة جدي بعد ما اندرست، و تكون مفزعا لكل ملهوف، و غياثا لكل مهموم.
هكذا نقل الموفق بهذا السند يوصله إلى أبي البختري، و نحن في سعة عن مناقشة رجال السند أجمع، بل يلزمنا أن نتعرف على شخصية أبي البختري الذي يدعي سماع هذه الكلمات من الإمام الصادق (عليه السلام) فإذا كان محله الصدق و الثقة فنحن نأخذ هذه الرواية بعين الاعتبار، إذ ليس لنا عداء مع الحق.
أبو البختري:
هو وهب بن وهب بن وهب القرشي أبو البختري قاضي بغداد، الذي يقول فيه المعافى:
ويل و عول لأبي البختري* * * إذا ثوى للناس في المحشر
من قوله الزور و إعلانه* * * بالكذب في الناس على جعفر
و قال ابن العماد الحنبلي في الشذرات في حوادث 200 ه-: و فيها مات وهب بن وهب أبو البختري ... إلى أن قال: روى عن هشام بن عروة و طائفة و اتهم بالكذب.
و قال ابن قتيبة في المعارف: كان ضعيفا في الحديث كذبه في المغني، و قال يحيى بن معين: أبو البختري كان يأخذ فلسا فيذكر عامة ليله يضع الحديث و قال أيضا: أبو البختري القاضي كان يكذب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و قال أيضا: أبو البختري كذاب عدو اللّه خبيث.
و قال عثمان بن أبي شيبة: وهب بن وهب ذاك دجال أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا، و لما بلغ عبد الرحمن بن مهدي موته قال: الحمد للّه الذي أراح المسلمين
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 306