responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 183

و القضاء على مذهب الشيعة الفاطميين الذين كانوا يملكون مصر قبله، و رغب الناس فيها بالأوقاف التي حبسها عليها، فرغبوا فيها و أخذوا في تقليدها و هجروا ما عداها من المذاهب.

و قد جاء المستنصر العباسي‌ [1] بعد هذا فأنشأ في بغداد المدرسة المستنصرية سنة 625 ه-، و أنفق في بنائها أموالا لا تحصى حتى تم بناؤها سنة 631 ه، فاحتفل بافتتاحها احتفالا عظيما حضره بنفسه و حضر معه نائب الوزارة، و كذلك الولاة و الحجاب و القضاة و المدرسون و الفقهاء، و شيوخ الربط و الصوفية و الوعاظ و القراء و الشعراء، و جماعة من أعيان التجار الغرباء، و اختير لكل مذهب من المدارس و غيرها اثنان و ستون نفسا، و رتب لها مدرسين و نائبي تدريس، و كان المدرسان محيي الدين محمد بن يحيى بن فصلان الشافعي، و رشيد الدين عمر بن محمد الفرغاني الحنفي، و كان نائبا التدريس جمال الدين عبد الرحمن بن يوسف بن الجوزي، و أبا الحسن عليا المغربي، و جعل لها ستة عشر معيدا، أربعة لكل مذهب، و جعل ربع القبلة الأيمن للشافعي، و جعل ربع القبلة الأيسر للحنفية، و جعل الربع الذي على يمين الداخل للحنابلة، و جعل الربع الذي على يساره للمالكية، و قد شرط المستنصر في وقفه عليها أن يكون عدد فقهائها مائتين و ثمانية و أربعين، من كل طائفة اثنان و ستون بالمشاهرة الوافرة، و الجراية الدارة، و اللحم الراتب إلى غير هذا من وسائل الترغيب في هذه المذاهب.

فأقبل الناس على دراستها و أهملوا غيرها من المذاهب التي لم يقدر لها مثل هذه الأوقاف المغرية».

و هكذا أخذ الشباب و الكهول يواصلون الدراسة على المذاهب الأربعة في مثل هذه المدارس، و يسمعون في خلال دراستهم طعونا على أي مذهب آخر، فيمتلئون حقدا على من لم يترك مذهبه لينتسب إلى أحد هذه المذاهب الأربعة. فكان ذلك من النتائج الأولى لتسلّم صلاح الدين دست الحكم في ظروف سياسية مرت بها دولة الفاطميين الذين تربّى صلاح الدين و ذووه في ظل عزهم، و لو لا خدمتهم للفاطميين ما كانوا. و قد تحوّل صلاح الدين بشدة و مارس القسوة و هو يتربع على العرش الذي‌


[1] هو أبو جعفر منصور بن الظاهر ولد سنة 588 ه- و بويع له سنة 623 ه- و توفي سنة 640 ه-.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست