اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 134
و إما أن لا يتبرأ فيقولون كيف لا يتبرأ ممن ظلمهم حقهم، و بالفعل قالوا و نجحت هذه المؤامرة، و تفرق أهل الغدر و ذوو الأطماع، و كانت هذه الحيلة من الوالي يوسف بن عمر أقوى سلاح لجأ إليه.
يقول الأستاذ الخربوطلي: و لجأ يوسف بن عمر إلى الحلية فدس لزيد بين أنصاره من يسأله عن رأيه في أبي بكر و عمر ... الخ [1].
كما أنه أعطى لبعض جواسيسه الأموال ليتعرف على أصحاب زيد [2] و إن الأمر لا يحتاج إلى مزيد من إقامة الشواهد على اهتمام الأمويين في اتخاذ الوسائل لإفشال ثورة زيد، و أن نفسيات الأكثرية التي انضمت إليه قد طبعت على الغدر و نقض العهود.
و ان قول زيد لمن سائله: أين كنتم قبل هذه؟ ليدل بصراحة على ما في الأمر من هدف معين و أمر مبيت.
إن الشيعة هم محور تلك الثورة، و ليس من الصحيح أن ينسب إليهم إثارة موضوع هم في غنى عنه، و هم لا يجهلون رأي أهل البيت في ذلك الأمر فما معنى هذا السؤال في ذلك الموقف الحرج؟ كما انهم يعرفون الجيش و اختلاطه من عناصر مختلفة، فكيف يهبط بهم الشذوذ في التفكير إلى هذا المستوى الذي لا يتفق مع عقائدهم و لا يسير مع خططهم الثورية؟ و الواقع أن الشيعة لم يثيروا هذا الموضوع لأنهم لا يجهلون خطره في ذلك الموقف الحرج، و إنما كانت إثارته من الخدع السياسية، و الحيل الأموية.
و لقد نجحت تلك المؤامرة و تسربت الفرقة بين صفوف الجيش، و تفرق عن زيد من لم يأت لنصرته عن عقيدة ثابتة، و لم يبق معه إلا الخلص من الشيعة، فدافعوا عنه دفاع الأبطال، و ثبتوا معه إلى أن قتل رحمة اللّه عليه، و قد قتل بين يديه جماعة منهم، و آخرون صحبوا ولده يحيى و قاتلوا معه، و لم ترفض الشيعة زيدا بل إنما رفض المعاونة معه أنصار الأمويين و أعوان الظلمة.
و ليس باستطاعتنا التفصيل لهذه القضية الآن و الإحاطة بها من جميع الوجوه،