اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 129
أراد عند ما ولي الخلافة أن يسير بسيرة عمر بن عبد العزيز، فشق ذلك على قرناء السوء، و أعوان الظلم و دعاة الباطل، فأتوا إليه بأربعين شيخا، فشهدوا له أنه ما على الخلفاء من حساب و لا عذاب [1].
فخدعوه بذلك فانخدع بهم، و كان كلامهم موافقا لهواه، فانهمك في اللذات و اللهو الطرب، و لم يراقب اللّه و لم يخشه [2].
فعادت الأمور إلى وضعها قبل عمر بن عبد العزيز، و عادت مشكلة الخراج و عزل جميع عمال عمر، و كتب إلى عماله: أما بعد فإن عمر بن عبد العزيز كان مغرورا، فدعوا ما كنتم تعرفون من عهده، و أعيدوا الناس إلى طبقتهم الأولى، أخصبوا أم أجدبوا، أحبوا أم كرهوا، حيوا أم ماتوا [3].
و قال ابن الأثير: و عمد يزيد بن الوليد إلى كل ما صنعه عمر بن عبد العزيز مما لم يوافق هواه فرده، و لم يخف شناعة عاجلة، و لا إثما عاجلا، فمن ذلك: أن محمد بن يوسف أخا الحجاج كان على اليمن، فجعل عليهم خراجا مجددا، فلما ولي عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله بالاقتصار على العشر، و ترك ما جدده محمد بن يوسف، و قال: لأن يأتيني من اليمن حصة ذرة أحب إلي من تقرير هذه الوضعية، فلما ولي يزيد بعد عمر أمر بردها، و قال لعامله: خذها منهم و لو صاروا حرضا و السلام [4].
كان يزيد صاحب لهو و لذة، و هو صاحب حبابة و سلامة و هما جاريتان و كان مشغوفا بهما، و ماتت حبابة فمات بعدها بيسير أسفا عليها، و كان قد تركها أياما لم يدفنها، لعدم استطاعته فراقها، فعوتب على ذلك، فدفنها، و يقال إنه نبشها بعد الدفن حتى شاهدها [5].