responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 107

و على أي حال فإن أهل البيت هم هداة الأمة، و كانت الأنظار تتجه إليهم في جميع الأدوار، و سنوضح فيما بعد التفاف الناس حول الإمام الصادق و ترشيحه لولاية الأمر، لأنه زعيم أهل البيت و سيدهم في عصره.

و نعود إلى القول: بأن عدم تخريج الشيخ البخاري أحاديث الإمام الصادق هو شي‌ء يعود إلى البخاري نفسه و لا يقدح بشخصية الإمام الصادق (عليه السلام) فهو الذي أجمعت الأمة على صدقه فلقبوه بالصادق، و قد خرّج البخاري أحاديث تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام) و لكنه تجنب الروايات التي يروونها عنه (عليه السلام).

و ليس بغريب أن تقضي الظروف القاسية بأن يبتعد الناس عن أهل البيت حبا للسلامة أو استسلاما لعوامل أخرى.

و لا بد لنا أن نشير هنا إلى أن البخاري لم يجمع الأحاديث الصحيحة عنده كلها فإنه قد ترك الكثير منها.

حدث الإسماعيلي عنه أنه قال: لم أخرّج في هذا الكتاب إلا صحيحا و ما تركت من الصحيح أكثر [1].

و قد نقل عنه أنه يحفظ مائة ألف حديث صحيح‌ [2] و ليس في كتابه بالنسبة لذلك إلا القليل، فإن جميع ما فيه أربعة آلاف و المكرر ألفان فيكون المجموع ستة آلاف.

و مع هذا فلا يمكن القطع بصحة كل ما يرويه أو أنها أصح الأحاديث.

قال المحقق ابن همام في شرح الهداية: و قول من قال: أصح الأحاديث ما في الصحيحين، ثم ما انفرد به البخاري، ثم ما انفرد به مسلم، ثم ما اشتمل على شرطهما، ثم ما اشتمل على شرط أحدهما تحكم لا يجوز التقليد فيه، إذ الأصحية ليست إلا لاشتمال رواتها على الشروط التي اعتبراها، فإن فرض وجود تلك الشروط في رواية حديث في غير الكتابين أ فلا يكون الحكم بأصحية ما في الكتابين عين التحكم؟! و بعد هذا نقول: لعل ترك البخاري للأحاديث الصحاح في فضائل أهل‌


[1] هداية الباري ص 5.

[2] شرح ألفية العراقي ج 1 ص 48.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست